قالوا لنا أن الشخصيات العامة الخمسة التي سوف تشارك القضاة في الإشراف على الانتخابات المقبلة ستكون من المشهود لهم بالحيدة ، وأنا أتمنى أن يحدد لي أحد الجهابذة الذين بصموا على القانون الجديد ما هي هذه الحيدة وما هي ضوابطها القانونية أو العرفية وكيف يمكن أن يعلق الدستور ومستقبل مصر كلها من بعده على هذا المعنى الغامض ، وقد أضاف الجهبذ الكبير فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في تصريحاته توضيحات أخرى ، قالها تحت الضغط فيما يبدو ، من ذلك أن هذه الشخصيات العامة سيكونون من المشتغلين سابقا بالقضاء ، وقلنا من قبل أنها نكتة ، ومن على رأسه بطحة يحسس عليها ، فما الفارق بين قاضي سابق وقاضي حالي ، الفرق فقط أن الحالي له حصانة محدد دستوريا وإنما السابق له " بمبة " لا مؤاخذة من الحزب الوطني وحده ، المهم تعالوا نسأل مثلا عن القضاة السابقين ، هل يمكن للقوى السياسية المصرية أن تفاجأ مثلا يعني ، بشيخ قضاة مصر المستشار يحيى الرفاعي عضوا في هذه اللجنة بوصفه شخصية عامة ، وبوصفه قاضيا سابقا ، وبوصفه أكثر شخصية يمكن أن توصف بالحيدة والنزاهة بدليل اختياره من ستة آلاف قاضي مصري وبالإجماع تقريبا رئيسا لنادي القضاة ، ثم رئيسا شرفيا مدى الحياة ، هل يمكن أن نرى المستشار يحيى الرفاعي ضمن أهل " الحيدة " الذين يبحث عنهم " بملقاط " الأخ فتحي سرور والدكتور زكريا عزمي والفحل القانوني الكبير كمال الشاذلي ، أم أنهم سوف يعتبرون أن شيخ قضاة مصر لا يمكن حسب مقاييس الحزب الوطني الدقيقة والمشهود لها بالحيدة لا يمكن أن يوصف بأنه من أهل الحيدة ، وربما شككوا في أنه قاضي سابق ، هل يمكن مثلا أن نرى في هذه اللجنة ومن الشخصيات العامة قاضيا فذا مثل المستشار طارق البشري النائب الأول لرئيس مجلس الدولة سابقا ، والرجل الذي يجمع عليه أهل الفكر والقوى السياسية المختلفة ، بوصفه صاحب مروءة ونزاهة وموضوعية ، هل يمكن أن نفاجأ به ضمن هؤلاء القضاة السابقين الموصوفين بالحيدة ، بصراحة شديدة لن يكون أحد من هؤلاء أو أشباههم ضمن هذه اللجنة ، ليس لأنهم ليسوا من أهل الحيدة ، بل بالضبط لأنهم من المجمع على حيدتهم ، وبالتالي سيصاب الحزب الوطني وجهابذته بالرعب من وجود هؤلاء في اللجنة ، لأنهم لن يقبلوا بالباطل ، ولن يتستروا على الفضائح ، وسيفشلون مخطط التزوير كله ، لأن اللعبة من أولها إلى آخرها مرتبة بحيث يتم تزوير الانتخابات بشكل راق وهادئ ويتسم بالحيدة وفق مقاييس فتحي سرور ، وفي الغالب الأعم سيأتون ببعض الخشب المسندة مثل التي كنا نقابلها في لجنة الأحزاب ، ممن كانوا يجلسون أمامنا نحن وكلاء الحزب ونحن نعرض برنامج الحزب ، لا ينطقون ولا يهمسون ولا يهشون ولا تسمع لأحدهم حتى نحنحة ، حتى تنفض الجلسة ، ومن الممكن أن يقترح أحد المهرة من جهابذة الحزب أن يأتوا بشخص " مهياص " مثل من عينوهم في قيادة ما يسمى بالمجلس القومي لحقوق الإنسان ، ممن لا تعرف لهم طعما ولا لونا ولا رائحة ، وعينهم في جنة الحكم وعينهم الأخرى في حجز مقعد لهم يحفظ لهم بقية من كرامة ومروءة عند الرأي العام ، وهؤلاء معروفون بالاسم ، ولعلنا نتحدث عنهم بشيئ من التفصيل فيما بعد . [email protected]