قال الدكتور هشام كمال المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية أن جميع الاحتفالات التى تتم حاليا تحت اسم الإحتفال بالمولد النبوى الشريف بدعه وخارجة عن حدود الدين ولا يجوز لمسلم يخش الله ورسولة حضورها لأن حضورها إثم وذلك بإجماع الفقهاء. وأكد كمال أن القاعدة الشرعية هي: أن نرد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال الله عز وجل : "يآأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً" (سورة النساء:59) ، وقال تعالى: ( وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ) ( سورة الشورى : 10). وبرد هذه المسألة وهى الاحتفال بالمولد النبوى إلى كتاب الله سبحانه وسنة رسوله نجد أنها ليست فى شيئ من الدين الذى أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه ولم نجد الرسول صلى الله عليه وسلم قد فلها ولا أمر بها ولا فعله أصحابه رضى الله عنهم بل هو من البدع المحدثة ، ومن التشبه بأهل الكتاب من اليهود والنصارى فى أعيادهم . وأضاف كمال إن الإحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم لا يجوز من الأساس لأن ذلك من البدع المحدثة فى الدين ؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله، ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون لهم بإحسان فى القرون المفضلة ، وهم أعلم الناس بالسنة ، وأكمل حباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم وقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " أي: مردود عليه ، وقال فى حديث آخر : " عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى ، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة". ففى هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها. وقد قال الله سبحانه فى كتابه المبين : (ومآ ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ( سورة الحشر : 7 ) ، وقال عز وجل : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ( سورة النور : 63 ) وقال سبحانه: ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) ( سورة الأحزاب : 21 ) وأضاف إن إحداث مثل هذه الموالد يفهم منه : أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما ينبغى للأمة أن تعمل به ، حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا فى شرع الله ما لم يأذن به ، زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله ، وهذا بلا شك فيه خطر عظيم ، واعتراض على الله سبحانه ، وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين ، وأتم عليهم النعمة. ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم، وأكملهم بلاغاً ونصحاً ، فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذى يرضاه الله سبحانه لبيَّنه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة ، أو فعله فى حياته ، أو فعله أصحابه رضى الله عنهم ، فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام فى شيء ، بل هو من المحدثات التى حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته. وأضاف د هشام كمال إن هذه الاحتفالات التى تتم باسم الرسول صلى الله عليه وسلم يشوبها الكثير من المخالفات الشرعية التى لا يحبها الله ورسوله مثل تبديد وتبذير أموال المسلمين على هذه الموالد المخالفة لشرع الله حيث أنه فى العهد البائد ورد أن وزارة الأوقاف كانت تنفق 20 مليون جنيه على المناسبة الواحدة وهو مبلغ كفيل بإعداد وتجهيز مليون عالم من علماء أمة الإسلام الذين يعيدون لهذه الأمة مجدها وكرامتها. كما أن هذه الاحتفالات تشهد أيضا من المنكرات الكثير والكثير كالغلو فى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إياكم والغلو فى الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو فى الدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تطرونى كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبده ، فقولوا : عبد الله ورسوله " أخرجه البخارى فى صحيحه من حديث عمر رضى الله عنه، كما أن هذه الاحتفالات تشهد دائما اختلاط النساء بالرجال بالمخالفة لما نهى الله ورسوله عنه، واستعمال آلات الملاهى ، وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر.