سالت دموعى على عتبات هذه المليونية، وأنا أسمع تلك الأخبار التى لا يصنعها إلا أبناء مصر الشرفاء.. من ميلانو إلى الرياض ومعظم عواصم العالم تشهد منذ يومين مليونية فى حب مصر وتقديم الدعم الحقيقى فى وقت شدة تمر بها البلاد، نماذج رائعة صارت مضرب المثل فى حب الأوطان وترجمة ذلك إلى ملحمة عطاء وبذل وتضحية من أجل هذا الوطن الحبيب الغالى، مصر أم الدنيا، عشرات الألوف من المصريين فى الخارج ما إن سمعوا نداء الواجب واستشعروا أن مصر تمر بأزمة يريد أعداؤها أن تتحول إلى كارثة تقضى على الثورة ومنجزاتها، سارعوا لتقديم أقساط محبتهم لوطنهم، يقفون فى طوابير أمام البنوك وشركات الصرافة لتحويل مدخراتهم الدولارية إلى أهلهم داخل الوطن مصر العظيمة. كثيرون منهم طلبوا صرف رواتبهم مقدما حتى يقدروا على جمع أموال أكثر والسبب مصر تحتاج إلى هذه الدولارات فى الوقت الراهن، نماذج كثيرة تشرف مصر وأهلها وتعطى صورة ذهنية بديعة للمصرى تمسح عنه ركام سنين القهر السياسى الذى عانت مصر منه طيلة العقود الماضية. هذه مليونية وطنية غابت عنها رموز وقيادات وأحزاب وتيارات ملأت الفضاء ضجيجًا وساهمت فى هز استقرار البلاد ما ساعد فى اتساع الأزمة الاقتصادية، لقد افتقدناهم وغابوا عن نظر مصر، لم نسمع عن إسهاماتهم ولا مشاركاتهم ولو بكلمة تستحث المواطنين أن يهدأوا ويقفوا إلى جوار الاقتصاد الوطنى وأن يكونوا عونًا ودعمًا فى هذه الفترة الحرجة، وكأنهم يتمنون مجىء الخراب إلى الديار وسقوط البلاد فى براثن غول الاقتصاد، كثيرون من أهل المحروسة أحسنوا الظن بهؤلاء الرموز المعارضة لكنهم تولوا وخيبوا ظنَّ الناس بهم، من قبل قام أحدهم بتحريض الاتحاد الأوروبى على النظام المصرى الذى يقوده أول رئيس مصرى مدنى منتخب بإرادة الشعب المصرى، حتى تأجلت بعض الوعود الاستثمارية الأوروبية التى سبق الإعلان عنها من قبل الاتحاد الأوروبى وذات الشىء تكرر مع الإدارة الأمريكية، هانت عليهم بلادهم مصر التى ادعوا محبتهم لها من قبل، وفى سبيل المكايدة السياسية ومخالفة الرئيس الدكتور مرسى يعرضون مصر لأزمات ومشاكل وتوترات متتالية، وليسقط الوطن ولتذهب الدولة أدراج الرياح. هؤلاء لا يخجلون وهم يرون الكثيرين من الإخوة العرب يتنادون للوقوف مع مصر أم الدنيا ويرفعون شعار "علشانك يا مصر"، ويتنافسون فى إرسال التحويلات الدولارية لتكون اليوم فى خدمة اقتصاد مصر، نسمع ثناء الدكتور العريفى وإطراء الدكتور القرنى على مصر وأهلها وتصلنا رسائل الدكتور مهاتير محمد مهندس النهضة الماليزية وهو يطمئن شعب مصر، وغيرهم كثيرون وقفوا فى الموقع الصحيح الصادق وانحازوا لمصر وشعبها، بينما قياداتٌ مصرية معارضة تتبنى خطابا تحريضيا ضد مصلحة الوطن، ولا مانع لديها أن يحل الخراب بمصر إذا كان ذلك يؤدى إلى سقوط النظام المنتخب بإرادة الشعب المصرى. الحمد لله رب العالمين.. ربَّ ضارة نافعة، نثق فى الله تعالى، يزداد يقيننا يوما بعد يوم، بوادر انحسار الأزمة لاحت، وتقديرى أنَّ المحنة التى تمر بنا ستنقلب إلى منحة بإذن الله تعالى، شعبنا يجيد فن إدهاش العالم وقت الشدائد والمحن. فى وقت شدتك يا بلادى.. تتساقط الأقنعة.. ويميز الله الخبيث من الطيب.