في بعض الأحيان يتخلى الإنسان عن فكرة الجمود ويترك لخياله أن يقوده لتجسيد فكرة الجمال الفني ليحول مكان جامد يؤدي وظيفة محددة إلى مزارا سياحيا رائعا، وهو ما نفذه فنانو السويد في مترو أنفاق ستوكهولم. يستحق عن جدارة مترو أنفاق ستوكهولم لقب "أطول معرض فني في العالم "، فعلى طول 110 كم تحت الأرض يستمتع نظر ركابه بلوحات فنية رائعة تارة تكون على شكل كهوف من الصخور والحجارة وأخرى تضم أعمال فنية رائعة وألوان مبهرة، يتحول معها مفهوم وسيلة مواصلات إلى مزار سياحي مبهر. اشترك في إخراج هذا المعرض الفني أكثر من 150 فنانا ليوفروا خدمة التنقل في جو هادئ وأنيق تزينه الأضواء والألوان المتناسقة والذي يعتبر وجهة سياحية أساسية. ومترو أنفاق ستوكهولم أو مترو أنفاق "الخط الأزرق" يضم أكثر من 100 محطة، بعضها فوق سطح الأرض وبعضها الآخر في الأنفاق، واهتمت لوحاته الفنية بقضايا حقوق المرأة والسلام، فضلاً عن العديد من التماثيل القديمة التي اكتظت داخل المحطات. ولعل الديكور الرائع يعطي إحساس للزائر بأنه داخل أحد الأماكن أو الكهوف التاريخية، ولم يترك الفنانون السويديون أي مكون من مكونات المترو إلا وتعاملوا معها بفنية عالي، حيث أن الأرضيات مزينه بأشكال مبهرة بالإضافة إلى المقاعد والمصابيح أيضا. الإشارات التي توجه الجماهير إلى المحطات وأماكن الصعود والنزول لم تخلو من الإبهار الفني الخلاب، بالإضافة إلى الأسقف التي تعكس الألوان المبهرة ليزيد إحساسك كلما مررت من المكان بأنه مزاراً وليس وسيلة مواصلات تحمل السكان من مكان لآخر.