صرح د. محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، أنه بعد أن أقرت الأمة دستورها، وبعد أن تجاوزنا هذا الموقف الحساس، الذي ظن البعض أنه سيقود إلى حرب بين أطياف الشعب الواحد المتحد، بل لا أتجنى إذا قلت إن البعض تمنى هذا وراهن عليه، فإذا بالشعب يخيب آمالهم ويبدد ظنونهم، وتلقن العالَم درسًا باستفتاء يمضي في سلم وسلمية، ونزاهة وشفافية، لم تعرفها مصر من قبل، وبنسبة تفوق جميع استفتاءات دساتير العالم. وأضاف في رسالته الأسبوعية، لقد ترك النظام السابق اقتصادًا منهارًا، ودولة دب الفساد في كل أركانها، ونخر السوس في عظامها، وهذا يلقي على كاهل أبناء الأمة أمانة ثقيلة، وعبئا ثقيلاً، يوجب علينا التعاون في العمل على تنظيم شئونها الاقتصادية، إذ هي أهم الشئون في هذه العصور، ولم يغفل الإسلام هذه الناحية، بل وضع كلياتها، ولم يقف أمام استكمال أمرها، وها أنت ذا تسمع قول الله تبارك وتعالى في المحافظة على المال، وبيان قيمته، ووجوب الاهتمام به.وأكد أن واجب الوقت على الأمة الآن أن تتصالح فيما بينها، وتتوقى الدخول في تصفية حسابات، أو محاولة الانتصار للنفس، مضيفَا "ولا تأخذنا العزة بالإثم، ولنعمل بجد على نزع فتيل معارك الاستنزاف المتبادلة؛ لأن ذلك يضر ولا ينفع، ويفرِّق ولا يجمع، ويبدد الجهود والطاقات فيما لا طائل من ورائه، ونحن في حاجة ماسة إلى توحيد الصفوف وجمع الشمل، وتوظيف الإمكانات ومقدرات الأمة إلى الخير والعمل الصالح".