أخيرًا انتصرت إرادة الشعب المصري.. احتكمنا إليه مؤيدون ومعارضون فجاء الرد مدويًا ومزلزلًا.. وجاءت النتيجة فوز 63.8 % بنعم و36.2% بلا الشعب المصري هو صاحب الكلمة وصاحب الإرادة التي يجب أن يحترمها الشعب وإذا تكلم الشعب فيجب على الجميع أن يصمت فلا صوت يعلو فوق صوت الجماهير.. هذا الشعب العظيم الذي بهر العالم كله بوعيه وإيجابيته وعشقه للحرية وللمشروع الإسلامي فهو يريد أن يصنع مستقبل بلاده بيده.. يوم السبت الماضي سطر الشعب المصري ملحمة في حب بلاده.. فتحية للشعب المصري وتهنئة بفوزه في معركة الاستفتاء فهو الوحيد الذي خرج منتصرًا من المعركة الدامية.. وتحية خاصة إلى صعيد مصر صاحب الإرادة الصلبة رغم أنه الأقل تنمية والأكثر فقرًا فهو لا يعرف المزايدة ولا المراوغة بل يعلى دائمًا مصلحة الوطن.. تحية إلى نساء مصر اللاتي سطرن ملحمة في المشاركة السياسية.. من أجل غد مشرق وكنّ وقودًا للعملية الانتخابية وبهرن العالم بحضورهن الكثيف.. تحية إلى رجال مصر وشبابها الأوفياء الذي يحبون بلادهم ويحلمون بغد أفضل. من المؤكد أنه بعد معركة الاستفتاء على الدستور والمحنة العاتية التي مر بها الوطن استخدم فيها المعارضة وسائل غير شريفة بل وسائل انتقامية واختلط فيها المشهد السلمي بالعنف وسالت فيها الدماء وأزهقت خلالها الأرواح, نحن اليوم نطالب الجميع بالبراءة من العنف وكل من تورط في إسالة الدماء فكما قال النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن في سعة من رحمة الله ما لم يصب دمًا حرامًا".. فلا بد أن تكون دماء المصريين خط أحمر.. وهذا شرط أساسي عندما نجلس على مائدة الحوار لنبدأ بناء هذا الوطن. نعم انتهت معركة الدستور وجاء وقت العمل والبناء.. مصر اليوم تسعى للبناء وليس للمعارك كما يزعم الفريق أحمد شفيق الذي أصبح يهذي بكلمات تفضح المؤامرة التي يدبرها مع مجموعات البلطجية وفلول النظام البائد.. حيث يهدد بحرب شوارع بعد نتيجة الدستور لخلع الرئيس مرسي.. شفيق "يهرف بما لا يعرف".. فشعب مصر صاحب الوعي لن يعود للوراء لعصر الاستبداد.. قطعًا الشعب المصري لن يستجير من الرمضاء بالنار.. أحمد شفيق الذي يعد أحد رجال الرئيس المخلوع حسني مبارك أكد بما لا يدع مجالًا للشك أنه يدير حربًا ضد الثورة والإسلاميين وهذا ما يفسر موقعة الجمل التي ارتكبت في حق الثوار بميدان التحرير أثناء توليه الوزارة. شفيق ينصب نفسه وصيًا على الشعب المصري ويرفض إرادة الجماهير التي تدفقت على اللجان الانتخابية في الاستفتاء على الدستور قائلًا في مداخلة هاتفية لقناة «العربية»، مساء أمس الجمعة، «أيًا كانت نتيجة الاستفتاء على الدستور، فالدستور مرفوض".. نحن نطالب بمحاكمة شفيق واتخاذ كافة التدابير القانونية ضده فلابد من قطع دابر المفسدين ومشعلي الفتنة وتقديمهم للعدالة. على شفيق أن يدرك أن زمانه ولى.. وعهده انتهى إلى الأبد.. فعليه أن يتوارى خجلًا مما صنع في عهد مبارك.. المصريون اليوم يصنعون مستقبلهم بيديهم ولا يحتاجون لأوصياء أجرموا في حقه بل يستحقون المحاكمة والقصاص العادل.