الحوار الوطني الذي رعاه الرئيس محمد مرسي كان بمثابة طوق النجاة للوطن من حالة الاستقطاب والفتنة التي عاشتها مصر خلال الفترة الأخيرة فنزع فتيل الحرائق التي أشعلها الفرقاء السياسيون.. بل أقول إن الإعلان الدستوري الجديد الذي نتج عن الحوار بدد مخاوف الكثيرين من أبناء الوطن من استبداد الحاكم فتم إلغاء تحصين قرارات رئيس الجمهورية كما طمأن القضاة بالمحافظة على استقلال أحكامهم بل أوجد حلًا للمسائل الخلافية في الدستور. ويكفي أنه أعلى من الإرادة الشعبية في الاستفتاء على الدستور سواء بنعم أو لا فالشعب هو صاحب الكلمة العليا في إقرار الدستور أو تشكيل لجنة تأسيسية جديدة. الإعلان الدستوري الجديد قطع الطريق أمام كل من يسعى لنشر الفوضى والفتنة بين أبناء الوطن ومحاولة الفلول القفز على المشهد السياسي لإعادة النظام البائد. بل إن الإعلان الدستوري الجديد رسم خروجًا آمنًا من الأزمة حيث رصد خارطة طريق جديدة بعد الاستفتاء. فضلًا عن أن الحوار الوطني بعث برسالة طمأنينة للشعب المصري وقد فتح آفاقًا رحبة للتوافق والتعايش بين أبناء الوطن.. من وجهة نظري مصر الآن مخيرة بين الفوضى والاستقرار والبناء.. للأسف جبهة الإنقاذ تحولت إلى خنجر في خاصرة الوطن اليوم برفضها للحوار والدستور هي فقط تريد أن يسقط شرعية الرئيس الذي جاء عبر إرادة حرة ومن خلال صناديق الاقتراع مستبدلة ذلك بالفوضى وهي تجري مقابلة ظالمة بين مرسي الحاكم الذي اختاره الشعب وبين مبارك الظالم المستبد الذي شاخ على كرسي السلطة ثلاثين عامًا بل انتخابات حرة نزيهة.. بالطبع مقابلة ظالمة وعدوان وبغي على إرادة الأمة. للأسف نحن أمام أقلية ديكتاتورية مستبدة تريد أن تفرض رأيها على الشعب المصري وليتها نخبة تملك رؤية واضحة في حكم وبناء مصر بل هي مجموعة من الفرقاء متنوعي المشارب والأفكار والاتجاهات بين حمدين صباحي الناصري والبرادعي الرأسمالي الغربي التوجه وعمرو موسي أحد أركان نظام مبارك البائد السابق رؤيا متباينة ومختلفة في كافة القضايا.. يجمعهم شيء واحد وهو إسقاط الرئيس محمد مرسي صاحب المشروع الإسلامي.. هدفهم واضح وجلي إغراق سفينة الوطن للتخلص من الإسلاميين. اليوم انكشف عوارهم وقبحهم وهم يرفضون الحوار ويحرضون الناس على عدم المشاركة في الاستفتاء على الدستور.. هذا الدستور أعظم دستور في تاريخ مصر فهو يلبي طموحات وآمال معظم الشعب المصري وقد شهد له الكثيرون بعظمته في باب الحريات والحقوق والواجبات، بل عده البعض أعظم دستور في العالم يكفي أن الدستور الجديد يتضمن آلة التطوير والتغيير.. ويمكن تغييره من خلال الإرادة الشعبية الممثلة في البرلمان ولكن ماذا تقول لأناس أصابهم العمى فما عادوا يرون عظمة هذا الدستور وقدره أنا أقول عدم المشاركة في الاستفتاء على الدستور جريمة في حق الوطن ودعوى للفوضى وهذا يفتح بابًا كبيرًا للشر فعلى جميع المصريين أن يشاركوا في بناء وصنع مستقبل بلادهم.. حفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.