قال: إنه يرى الشيخ كشك –يرحمه الله- عبقريًا, لأنه كان يسلق معارضيه من أول الفنانين وحتى رئيس الدولة, بلسان حاد شديد في الحق, و أيضًا شديد في الأدب.. يعني لا تكاد تجد لفظًا خادشًا, ولا كلمة نابية عند الشيخ كشك.. قلت: لو سقط كافر و مؤمن بالنهر, فمن يا تُرى يا هل تَرى, من منهما سوف يستطيع إنقاذ نفسه؟ طبعًا مع الأخذ في الاعتبار لطف الله تعالى.. فإن الذي سينجو منهما, هو الذي يجيد السباحة.. في أيام العسكرية, تعلمنا أنه إذا ارتفعت الأيدي تساوت الرتب.. فالمنطق الاحترام مع إعطاء كل رتبة حقها من التوقير... و لكن حينما تفشل الألسنة, و تتعطل العقول, فلا عبرة بمن أنت و من أنا؟, وستستوي الرتب و المقامات, و تصير الغلبة للأقوى بدنيًا. وفي أيامنا المصرية العجيبة الغريبة المريبة الكئيبة المجنونة... انتشرت سفالات سفاهات سماجات قباحات بعض السياسيين و عدد من الإعلاميين, ظاهرة مرعبة الأغلب يشتم و يسب, حتى تقرأ ألفاظًا, تستحق عصا أبي و قرصة أمي, وتلقى بذاءات تأتيك على الهواء, تستأهل حد القذف وحد الحرابة أحيانًا. و بالمقابل نشط جماعة ممن يتصدون للدعوة, ومن المفترض أن هؤلاء هم أرفع رتبة من الباقيين, على أساس أننا أمة, نمت في ذاكرتها, وتراكمت عادة احترام الدعاة, وعُرف تبجيل العلماء.. نشط هؤلاء في الرد على القُبح.. فردوا على القبيح بأقبح منه, وأصبحت الشتيمة في الاتجاهين.. أراجوز يشتم على قناة غسيل أموال, فيطلع شيخ على قناة دينية, يرد على الشتيمة بشتيمة, و على السب بسب,و على البذاءة ببذاءة.. تعدت ألفاظها كلها حد الحياء و سور الأدب. العيب لو خرج من أصحاب العيب, فليس بعيب.. فهل ننتظر من الصحفي أبي جهل مثلًا, إذاعة ابتهالات النقشبندي!.. لكن المشكلة أن العيب لو خرج, ممن لا يجوز في قاموسهم مصطلح "عيب", فهو ليس بعيب, بل هو مصيبة و كارثة.. لا يستوي الفريقان لو التزم كل واحد منهما بمبادئه و أخلاقه, ففريق أخلاقه قبيحة, و فريق يدعو لمكارم الأخلاق.. كيف يستويان.. وكيف تتساوى رتبتهما؟ أما لو تبادلا الشتيمة, لو صارا متاسبقيْن على مضمار بطولة مائة متر بذاءة, فالأسبق هو أكثرهم بذاءة, والخاسر دائمًا صاحب الرتبة الأعلى. الناس تأوي إلى ركن الوجوه السمحة والألسن الرطبة بالقرآن.. فاتق الله, وتأدب يا شيخ. [email protected]