اهتمت العديد من الصحف الغربية الصادرة اليوم /الثلاثاء/ برصد الأوضاع الراهنة في أفغانستان وكشف مدى امكانية احلال السلام واستقرار المجتمع الأفغاني عقب انسحاب قوات التحالف الدولي بحلول نهاية عام 2014. فقد ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية أن ثمة مؤشرات على إمكانية تحقيق سلام دائم مع حركة طالبان في أفغانستان أصبحت تلوح في الأفق خلال الفترة الحالية.. مرجعة السبب في ذلك إلى احتمالات تيقن قادة طالبان من أنهم لن يجنوا مكاسب حال اندلاع حرب أهلية في اعقاب الانسحاب الدولي. وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته اليوم وأوردته على موقعها الألكتروني - إنه يبدو أن قادة طالبان أدركوا الآن- وعلى عكس المتوقع - أن نفوذهم ربما يتقلص عقب انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان، نظرا لاختلاف الموقف عما كان عليه في تسعينيات القرن الماضي عندما استولت طالبان على السلطة عقب حرب أهلية مريرة والسبب يكمن في أن باكستان لم تعد الضامن السياسي أو الممول المالي الموثوق فيه. وتعليقا على هذا الشأن، نقلت (واشنطن بوست) عن مسئول بارز بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) قوله :"إن طالبان أدركت الآن أنه لم يعد بإمكانها تحقيق أي انتصار عسكري"..مضيفا أنه على الرغم من استطاعتهم الأنتظار حتى رحيل القوات الأمريكية إلا أن ثمن ذلك سيكون منعهم من الانخراط في أي عمل سياسي بالمرحلة الانتقالية القادمة". واعتبرت الصحيفة أن اجتماع باريس الذي ضم عددا من ممثلي طالبان والحكومة الأفغانية على طاولة واحدة تحت رعاية أحد مراكز الأبحاث الفرنسية يعد أحدث دليلا على مؤشرات تحقيق السلام عقب الانسحاب. وفيما يتعلق بالخطوة القادمة، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن الولاياتالمتحدة ترغب في استئناف ما يسمى ب-"عملية الدوحة" بعد أن توقفت في شهر مارس الماضي، وهو ما قد يعني تفعيل صفقة لتبادل المعتقلين بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بجانب فتح مكتب لطالبان في الدوحة ليصبح مقرا لعقد مفاوضات سياسية أوسع نطاقا ومن ثم إحياء الآمال في التوصل لوقف لإطلاق النار في أفغانستان. وعلى صعيد آخر في نفس الموضوع، سلطت صحيفة (ذي أستراليان) الاسترالية في عددها الصادر اليوم الضوء على الاوضاع الاجتماعية الراهنة في أفغانستان ورصدت ردود فعل الشارع الأفغاني على قرب انسحاب القوات الأجنبية من أراضيه. وذكرت الصحيفة - في تحليل صحفي لها أوردته على موقعها الألكتروني - أن العديد من المنتمين إلى الطبقة المتوسطة في أفغانستان اصبحوا الآن يبيعون مصوغاتهم الذهبية في مقابل الحصول على المال اللازم للهجرة من البلاد، وذلك وسط حالة الضبابية التي تخيم الآن على المشهد السياسي في أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى حقيقة انفاق الأثرياء الأفغان ما يقرب من 60 مليون دولار أمريكي على شراء ممتلكات في دبي خلال الشهور الستة الأولى من العام الجاري، في زيادة تبلغ 27\% عن العام الماضي. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي اجريت فيه محادثات سلام مع حركة طالبان ظهر شبح جديد ينذر بإحتمالات تجدد الصراع القبلي أو الطائفي من أجل الاستحواذ على مقاليد الحكم في البلاد لا سيما مع تزامن الانسحاب الأجنبي مع إجراء الانتخابات الرئاسية التي ستختار خلفا للرئيس حامد كرزاي. وأوضحت الصحيفة الاسترالية أنه نظرا لإمتلاك نحو 7\% فقط من الشعب الأفغاني حسابات بنكية فإنه من الصعب تتبع تدفق الأموال إلى خارج البلاد.. مشيرة إلى فرض حظر على خروج أي مبلغ يزيد على 20 ألف دولار أمريكي إلى الخارج عقب تهريب ما بين 4 إلى 6 مليارات دولار أمريكي العام الماضي.