اهتمت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم /الأربعاء/ بالسيناريوهات المتوقع حدوثها مع انسحاب قوات التحالف الدولي من أفغانستان بحلول عام 2014،ومدى انعكاس هذا الأمر على الشارع الأفغاني...متسائلة عن استراتيجية واشنطن للتعامل مع كابول حال عادت حركة "طالبان" لتسيطر من جديد على الشعب الأفغاني!. فقد رصدت صحيفة (وول ستريت جورنال) مخاوف الشعب الأفغاني من رجوع "طالبان" مرة أخرى للسيطرة على مقدراته بمجرد أن تخرج القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية، مستدلة على هذا الطرح بما تفعله "طالبان" حاليا في اقليم "باميان" بوسط أفغانستان؛ حيث أقامت نقاط تفتيش عديدة وباتت تقوم بتفجير شاحنات نقل الوقود والغذاء وهي في طريقها إلى كابول. وتعليقا على هذا الشأن،نقلت الصحيفة -في تعليق لها على الشأن الأفغاني أوردته على موقعها الألكتروني- عن علي حكمت عميد قسم التربية بجامعة "باميان"الأفغانية قوله:"إن مقاتلي طالبان ينتظرون خروج القوات الأجنبية لينقضوا علينا من فوق جبال باميان ويطلقون الصواريخ صوبنا"، مشيرا إلى مدى سهولة الاستيلاء على الاقليم حال سنحت الفرصة لديهم. وأوضحت أن مثل هذه الممارسات من قبل "طالبان" في اقليم باميان ما هي إلا صورة مصغرة عما يمكن أن يحدث في باقي أرجاء أفغانستان خلال الفترة القادمة في ضوء استعداد واشنطن لطي صفحة حرب هي في الحقيقة أطول حروبها الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى إلتزام مرشحي الرئاسة الأمريكية /الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني/ بموعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان في عام 2014على الرغم من توجيه تساؤلات لهما حول استراتيجية واشنطن للتعامل مع كابول حال عجز الأفغان عن الحفاظ على القبضة الأمنية في بلادهم. وتناولت (وول ستريت جورنال) تأكيدات قوات التحالف بأن العملية الانتقالية في أفغانستان تجري على قدم وساق وأن ما يقرب من ثلاثة أرباع الشعب الأفغاني يعيش آمنا بفضل جهود قوات الأمن المحلية، وذلك محاولة منها لمعالجة مخاوف المجتمع الدولي والشعب الأفغاني في هذا الصدد. ومع ذلك،مضت الصحيفة في تسليط الضوء على نجاح "طالبان" في إظهار قوتها وبسط سيطرتها على أجزاء مختلفة من أفغانستان،ليس فقط في اقليم باميان،بل وفي اقليم هيرات الغربي-الذي شهد مقتل 10 جنود أفغان من بينهم مسئول شرطي رفيع المستوى على خلفية الهجوم الذي شنته الحركة يوم أمس الأول. من جانبها،سلطت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) الضوء على الوضع الميداني في العاصمة “كابول"،والذي بات يعكس إلى حد كبير استعداد الجنود الأجانب للرحيل من البلاد وأيضا مدى شعور العديد من الأفغان بالسأم من وجود القوات الأجنبية على أراضيه طيلة السنوات الماضية. ورصدت الصحيفة-في موقعها الألكتروني- تنامي مشاعر الغضب والكره التي يكنها الشعب الأفغاني تجاه القوات الأجنية والتي باتت تتجلى في عدة أشكال؛من بينها زيادة وتيرة الهجمات الداخلية التي يشنها أفراد تابعون لقوات الأمن الأفغانية ضد نظرائهم الأجانب. وقالت:"إن الغضب المتنامي إزاء القوات الأجنبية المتواجدة في أفغانستان،والذي اشتعل بنسبة كبيرة عقب حادث احراق نسخ القرآن الكريم على يد جنود أجانب وبث الفيلم الأمريكي "براءة المسلمين" الذي أساء إلى العقيدة الإسلامية،بات يظهر من جديد وكأنه شيئا معتادا". وتلخيصا للمشهد الأفغاني عقب الانسحاب،ذكرت الصحيفة أن ثمة سيناريوهاين يطلان برأسيهما على أفغانستان إحداهما مخيف ومروع يتكهن بحرب أهلية قادمة وانهيار سياسي وعودة "طالبان" لسابق قوتها والآخر يميل لإستشفاف بارقة أمل تلوح بامكانية أن يجد هذا البلد الممزق طريقا للمضي قدما نحو الإستقرار حتى وإن كان شاقا في بعض الأحيان.