تحولت منطقة جاردن سيتى تلك إلى ما يشبه السجن بعد إنشاء الأسوار الخرسانية على إثر اشتباكات ميدان سيمون بوليفار فى ذكرى إحياء أحداث محمد محمود، مما أدى إلى إغلاق شارع قصر العينى من أمام المجمع العلمى وشارع عبد القادر حمزة بميدان سيمون بوليفار. سكان وموظفو "جاردن سيتي" يعيشون معاناة حقيقية لاضطرارهم اجتياز الحواجز الخرسانية، وهو ما دفع المارة والموظفين إلى عمل ما يشبه المصعد الصناعى، وكثيرًا ما تحدث مصادمات بين المارة من هذا المكان لكثرة الداخلين إلى شارع قصر العينى والخارجين منه، مما يؤدى إلى حدوث مناوشات بينهم من أجل الأسبقية فى تخطى الحاجز لشدة الزحام عليه. وقال أحمد حسن أحد موظفى بنك باركيليز الموجود بشارع عبد القادر حمزة إنه يضطر إلى تخطى الحاجز الخرسانى كل يوم للوصول إلى عمله، وهو الأمر الذى يؤذيه لإصابته بخشونة فى الركبة، بالإضافة إلى الزحام على تسلق سور المدرسة لوجود مكان سهل نسبيًا عن تسلق الجدار الخرسانة، مشيرًا إلى أنه لا يعلم لماذا لم تتم إزالة هذا الجدران حتى الآن خصوصًا بعد هدوء الأوضاع، متهمًا وزارة الداخلية بأنها تقوم بعمل تلك الجدران لكى تبعد عنها أحداث الشغب التى لا تستطيع مواجهتها على حساب المواطنين من خلال بناء تلك الجدران التى تشعرنا أننا فى سجن خلف تلك الأسوار. وأضاف جمال السيد قادم من منطقة الخليفة إلى مجمع التحرير أنه أتى إلى مجمع التحرير للمرة الثانية؛ لكى ينهى إجراءات جواز سفره ويضطر إلى تسلق الحاجز للوصول إليه مما يستغرق وقتا طويلا. وقالت المهندسة منى على، إحدى سكان العقار الموازى للسفارة الأمريكية بجاردن سيتى، إن السكان يعانون أشد المعاناة من تلك الحواجز التى يتم وضعها دون النظر إلى المتضررين منها وما يمكن أن يعانوه فى ظل وجودها، وأكدت على أنها تسلك مسافات كبيرة جدًا للوصول إلى عملها بمدينة نصر حيث تسلك طريق الكورنيش حتى مستشفى قصر العينى ثم منطقة المنيل ثم إلى منطقة مصر القديمة ثم منطقة السيدة عائشة وبعدها إلى طريق صلاح سالم الذى يأخذنى إلى مدينة نصر، أى أننى أقطع نصف القاهرة تقريبًا وهى المسافة التى كان يوفرها كوبرى السادس من أكتوبر الذى أصبحت محرومة من الوصول إليه بسبب هذه الأسوار التى منعت عنا الماء والهواء،وناشدت "على" المسئولين بسرعة حل تلك الأسوار ومراعاة السكان الذين يتحملون كثيرًا جراء أى أحداث شغب بالمنطقة. "أنا حاسس انى ساكن فى إسرائيل" بهذه الكلمات عبر صاحب مغسلة قريبة من السفارة الأمريكية بميدان سيمون بوليفار لقيام المتظاهرين باقتحام المغسلة خلال المواجهات بينهم وبين الأمن وقيامهم بسرقة الملابس، مشيرًا إلى أن خسائره تتجاوز 10 آلاف جنيه لما أصاب المحل من الخراب. وأضاف فرج محمد، عامل بأحد المطاعم بشارع قصر العينى، أن المطعم يعمل به أكثر من ستة عمال ويتم غلقه فى كل أحداث الاشتباكات، والتى من الممكن أن تستمر لأيام طويلة كما حدث فى الاشتباكات الأخيرة، وهو الأمر الذى يهدد مصدر الرزق الوحيد لهؤلاء العمال.