بعد انتهاء ماراثون الاستفتاء على مشروع الدستور الجديد أمس والذى أظهرت نتائجه الأولية موافقة أغلبية الشعب عليه بنسبة كبيرة، شهد ميدان التحرير صباح اليوم الأحد حالة من الهدوء التام، حيث غابت كل أشكال التظاهرات والاحتجاجات على الدستور فى ظل انخفاض أعداد المعتصمين والخيام المتواجدة بالصينية الوسطى وأمام تمثال عمر مكرم، وذلك بعد مغادرة أعضاء التيار الشعبى وحزب الدستور، الميدان وتعليق اعتصامهم. واختفت صباح الأحد جميع اللافتات والبنرات المعارضة للدستور والمنددة بالرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين واختفت بشكل مفاجئ من الميدان. كما تم فتح معظم مداخل الميدان أمام الوافدين والسيارات وانتظم العمل بمجمع التحرير بشكل طبيعى بعد التهديدات بغلقه خلال الفترة الماضية احتجاجا على الدستور، وتم فتح مدخل شارع محمد محمود بشكل جزئى وشارع التحرير وعمر مكرم وطلعت حرب، فيما يستمر إغلاق شارع قصر النيل وشارع المتحف المصرى أمام السيارات فى ظل غياب تام للجان الشعبية المكلفة بحماية المعتصمين على مداخل الميدان. وكما انخفضت أعداد الباعة الجائلين بسبب انخفاض أعداد المعتصمين لمغادرة بعضهم للميدان بسبب برودة الجو الشديدة. وقال خالد الشيخ منسق اعتصام الثوار المستقلين بالتحرير إن تمرير الدستور سوف يخدم قضيتنا من أجل إسقاط النظام؛ لأنه بعد ذلك سيضطر الرئيس إلى رفع الدعم بسبب الأزمة الاقتصادية التى ستغرق مصر خلال الفترة القادمة، وبالتالى سيزداد الغضب الشعبى الذى لن يستطيع الإخوان الوقوف أمامه، مؤكدا أنهم خلال المرحلة المقبلة سيعيدون تنظيم صفوفهم كشباب مستقلين دون الاعتماد على النخب السياسية التى تحالفت مع الفلول ما جعل هناك انشقاقات سعيا وراء المصلحة الشخصية وإفشال ثورتنا. وأكد منسق الثوار المستقلين أنهم مستمرون فى اعتصامهم لحين تحقيق أهداف الثورة وعلى رأسها إتاحة فرصة للشباب لتولى المناصب القيادية. ودارت حلقات نقاشية بين المعتصمين بالميدان حول نتيجة الاستفتاء على الدستور والتى أظهرت الشعبية الكاسحة للتيار الإسلامى، وهو ما دعا البعض إلى التعجب من هذه النتيجة واتهام الإخوان المسلمين بتزوير الاستفتاء، وأكد بعضهم على ضرورة التصعيد لوقف تمرير الدستور أو اللجوء إلى الحوار الوطنى لتعديل المواد المختلف عليها، فى الوقت الذى انتابت فيه المعتصمين حالة من الإحباط واليأس بعد فشلهم فى تحقيق أهدافهم، فيما أصيب أحد الثوار أثناء النقاش بحالة عصبية وظل يسب الإخوان ويردد الهتافات البذيئة ضد الدستور والقيادات السياسية على الساحة بسبب الهزيمة.