بعد طول ملاوعة وتمنع ومراوغة وتحايل على القانون واستهتار به أيضا ، قضت محكمة القضاء الإداري حكمها النهائي ببطلان قرار وزير الإعلام السابق ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون بمنع المذيعات المحجبات من الظهور على شاشة التليفزيون ، ورغم صدور الحكم واضحا ومهينا للجهة الإدارية التي أصدرته أيضا ، إلا أن الناس انتظرت اليوم بعد اليوم لكي تحترم الحكومة قضاءها وتنفذ الحكم ، إلا أن شيئا لم يحدث حتى الآن ، ثم تفضل وزير الإعلام مشكورا بأن أعلن للصحافيين أنه يحترم أحكام القضاء ، وهذا كلام جميل ، ولكن ما معنى هذا الاحترام ، هل سنعلق الحكم في سجل التشريفات بالوزارة مثلا ، أم احترام الحكم يعني تنفيذه وعودة المذيعات المعتدى على حقهن المهني والإنساني لعملهن السابق ، إننا بانتظار أن يترجم وزير الإعلام احترامه للقانون وللقضاء إلى سلوك عملي حقيقي بدلا من المراوغة والتسويف الذي سوف يهين الحكومة أكثر ويظهرها بمظهر الخروج على القانون وتعطيل أحكامه ، وإنها لمسألة مؤسفة من حيث البدء والمنتهى أن يكون المقياس الأساس لعمل المذيعة في تليفزيون الريادة هو : هل تضع على رأسها قماشة أم لا ؟ وإذا كان إعلام الدولة يفترض أنه يعكس صورة المجتمع وألوان طيفه ، ألا تستحق عشرات الملايين من نساء مصر المحجبات أن يكون لشخصياتهن صدى في إعلام بلادهن ، أم أن العداء للحجاب في مصر هو عداء مرضي متأصل لأسباب وخلفيات لا يفهمها أمثالنا ؟!