أكرر مجدداً.. بالله عليكم قاطعوهم.. إنهم الآن يتجاوزون حد الإهانة أثناء استضافتهم لرموزكم وقياداتكم ومسئوليكم.. لا حاجة لنا أبداً بقنوات المارينز، اعزلوهم واحشروهم فى زاوية الرأى الواحد التى يصنعونها بالفعل لكنهم يلتحفون بحضوركم من أجل إرسال رسالة خاطئة بأنهم يقدمون الرأى والرأى الآخر.. معلوم أن الناطقين الرسميين يتعين عليهم تلبية طلبات وسائل الإعلام المختلفة سواء أتلك المتفقة أم المختلفة جزئياً أو كلياً معهم، لكن هذا مرهون بشرطين: الأول: أن تتحلى هذه الوسائل الإعلامية بحد أدنى من احترام المهنية والموضوعية، وألا تمارس دوراً إقصائياً واضحاً يتعذر معه إيصال الرسالة الإعلامية للمتلقى. الثانى: ألا تتوافر البدائل الملائمة التى يمكنها أن تجبر بعض تلك الوسائل على احترام الأصول المهنية الإعلامية.. وحيث إن هذين الشرطين غير متوفرين؛ فإنه يتوجب على الرموز الإسلامية لاسيما الناطقين الرسميين للقوى الإسلامية، السياسية والدعوية إعادة النظر فى الاستجابة لطلبات الاستضافة والظهور على شاشات أو عبر صحف لا تحترم أصول الإعلام ابتداءً، وإذا ما أضيف لذلك أن كثيراً من وسائل الإعلام بمصر الآن، لاسيما فضائيات المارينز، وتلك التى توضع فى خانة العداوة وليست الخصومة مع هذا الطرف السياسى الإسلامي، ويناصب مقدمو برامجها ومذيعوها العداء بشكل سافر وفج مع الضيوف من الرموز والمتحدثين الرسميين على نحو بلغ حد الإهانة والاستعداد للطرد عند أول بادرة يبديها الضيف للانسحاب، وتجاوزت إلى إغلاق الهواتف فى وجه المتحدثين أثناء مداخلاتهم إما بادعاء الصمم! أو بالطرد المباشر؛ فإن الاسترسال فى القبول بالمساهمة فى هذه المشاهد الهزلية يصبح محل نقد مستحق من قبل أى حريص على نصاعة الصورة الإسلامية المبثوثة عبر وسائل الإعلام.. يزيد على ذلك، أن فكرة حشر فضائيات المارينز فى زاوية الانحياز أضحى الآن ضرورة ليس بسبب كثرة الإهانات، ولا للرغبة فى تبصير المشاهد فحسب، بل كذلك لأن ذلك سيساهم بقوة فى تكوين رافعة لبعض البرامج السياسية المهنية سواء فى القنوات ذات التوجه الإسلامى أو الإعلامى الموضوعي، ويكسر احتكار تلك القنوات المسفة للبرامج المثيرة للجدل والاهتمام. وكل ذلك لا يتأتى إلا بقرار جماعى تتبناه إحدى التنسيقات الإسلامية كائتلاف القوى الإسلامية ونحوه ليضمن التزاماً جماعياً من جهة، ويرسل الرسالة واضحة لبعض القنوات المبتذلة فى تعاملها مع رموز وقيادات القوى الإسلامية من جهة أخرى، وليكن ذلك عن طريق البدء بعدد قليل من القنوات المارينزية فى خطة المقاطعة والتهميش، وإعلان ذلك بشكل واضح وصريح ومباشر لأكبر شريحة مشاهدة.. وفى الحقيقة أن هذا الأمر لا يعد قراراً "راديكالياً" تقدم عليه تلك القوى من تلقاء نفسها؛ فالواقع قد بات يشهد الآن أن قنوات المارينز بذاتها قد وصلت إلى حد من الصلف والغرور دعاها إلى أن تتجنب ظهور "إسلاميين" إلا فى حالات محدودة وبشكل اعتسافى واضح، وعليه؛ فإن خطتها بالأصل تقوم الآن على عزل "الإسلاميين"، ولكن بشكل مستتر، وهذا الاستتار يتوجب كشفه وتوضيحه على الملأ للمشاهد، وإلا عدنا إلى إعلام مبارك دون أن يشعر المشاهد! إذن عليهم أن يجسدوا هذه القطيعة ويظهروها كحالة كارثية إقصائية سياسية، وانحدار إعلامى يلفظ أصول المهنية المرعية فى فضائيات العالم على نحو غير مسبوق إلا فى الإعلام الشمولى الاعتيادى فى عالم ما قبل الثورات (إعلام صفوت الشريف والفقى ونحوهما).. وعليه؛ فإن الضرر الواقع من قرار كهذا محدود قياساً إلى الفائدة التى يمكن أن تتحقق منه، بل إن هذا الإجراء قد يحقق فائدة كبرى للقنوات المعتدلة فى حال إقدامها السريع على تطوير ذاتها وأدواتها، وبرامجها، وسماحها بظهور الاتجاهات الأخرى بشكل مهنى موضوعى يحقق فائدة المشاهد، ويجذب شرائح زهدت فى تلك القنوات لقلة خبراتها وبساطتها وإدمانها على إيصال رسائلها بطريقة بدائية لا تروق للكثيرين الآن.