صدق أو لا تصدق ، سفير الهند هو سبب هياج المعارضة ، وهو سبب كل البلاوي التي حصلت و تحصل في مصر من مظاهرات و مشادّات واعتصامات... هو السبب في حالة الانقسام الحاصلة وما تلاها من عمليات اقتحام للمقار الحزبية وإحراقها وحصار قصر الاتحادية والاعتصام في ميدان التحرير ودعوات المعارضة للتصعيد ورفض الدستور.. وقبل ذلك الرفض العنيف للإعلان الدستوري والانسحاب من التأسيسية ...سفير الهند هو من يقف وراء كل ذلك...! ليس هذا سبق صحفي ، ولا تسريب حصري لمجريات التحقيق في أحداث الاتحادية ...بل هو استنتاج من خلال حوار دار بين مؤيد ومعارض للدستور على قناة فضائية في ندوة حوارية من التي أذيعت قبل الاستفتاء: قال المعارض للمؤيد محاججا ومخاصما : "الدستور لا يتضمن حق ممارسة الشعائر الدينية لغير المسلمين" ، فردّ المؤيد : "أن حرية الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية مكفولة للجميع أما رعاية دور العبادة فدور الدولة قاصر على الديانات السماوية الثلاث " ، المعارض :" أين حق البوذيين في بناء معابدهم ؟ " المؤيد : لا يوجد بوذيين في مصر حتى تطالب الدولة ببناء معابد لهم ؟ المعارض : "افرض أن سفير الهند أراد أن يقيم شعائره ولا يوجد معبد بوذي له .... !؟" مصيبة كبرى أن يكون كل هم المعارضة وديدنها وشغلها الشاغل هو وجود معبد بوذي بنص الدستور ، والخشية كل الخشية أن يكون سر انسحابها من التأسيسية ودعواتها لرفض الدستور هو دفاعا عن حق سفير الهند لكي يمارس شعائره في معبد بوذي ، قد يتهمني البعض بالمبالغة وإخراج كلام المعارض عن سياقه ولكن ليس ما سمعته على تلك الفضائية من لسان ذلك المعارض ليس وحده من يعلن صراحة عن رفضه للدستور بسبب انه لم يتضمن حقوق البوذيين في ممارسة شعائرهم ، فقد سبقه لذلك البرادعي وعمر حمزاوي وقالوها صراحة من غير لف ولا دوران ، وقيل على لسان أكثر من واحد ممن تصدوا لشيطنة مسودة الدستور . والله إن البوذيين محظوظين بالفعل ، والسفير الهندي من حقه أن يفتخر على أهل بلده بأن هناك من نخبة مصر من يدافع عن حقوقه أكثر من حكومته وبلده الذي عينه سفيرا ولم يخطر على بالهم بأن يضغطوا على الحكومة المصرية من أجل بناء معابد للبوذيين... !؟ المسلم السويسري ممنوع من بناء المآذن ، والمسلمة الفرنسية ممنوعة من ارتداء النقاب و الطالبة الفرنسية ممنوعة من ارتداء الحجاب داخل الجامعات والمدارس، المسلم الفرنسي ممنوع من أيّ كتابة تسيء لليهود أو تنكر الهولوكوست وإلا كان معاديا للسامية ، بمعنى: يجب أن تقتنع بالهولوكوست عنوة وإلا دخلت السجن ... رغم أنهم مواطنون وأهل بلد ويعيشون في بلدان تعرّف بأنها أرقي الديمقراطيات في العالم وتتقعر بالحريات واحترام حقوق الإنسان وحرية الاعتقاد ،ولكنها لم تراعي حقوق مواطنيها ولا نقول أقليات ( عدد المسلمين في فرنسا أكثر من خمسة ملايين ولا يوجد بوذي واحد في مصر إلا السفير الهندي على فرض أنه بوذي أصلا ) دول يظل أمثال حمزاوي والبرادعي يعيّرون بها الإسلاميين ويعتبرونها أيقونات للديمقراطية الحقيقية و يشيدون بدساتيرها المثالية المكرسة للحريات والحقوق ولكنها تضيق ذرعا بقطعة قماش على رأس مسلمة و لا تتحمل مقالة في جريدة تعبر عن رأي حر. على الأقل الدستور المصري الذي يرفضه أمثال البرادعي لا يفرض على أي احد لبس أو خلع أي زي ويضمن له اعتناق أي فكرة كما لا يجبره على اعتناق أي ديانة ولا يمنعه من إقامة أي شعيرة ، أما البوب والسيد الألماني وأمثالهم فيريدون أن تقف البلد بأكملها لأجل بوذيين غير موجدين أصلا...لك الله يا مصر. أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]