الجيش المصرى البطل لن يدخل مرة أخرى معترك السياسة فقادته من أمثال وزير الدفاع الفريق الأول السيسى يعرفون جيدًا قيمة مهمتهم المقدسة ووظيفتهم الكبرى فى حماية مصر وأمنها القومى من كل المتربصين بها فى الداخل والخارج، فجيش مصر رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. فهل تفهم يا برادعى؟ إن ما فعله الدكتور البرادعى من مطالبة الجيش بالتدخل ضد رئيس الجمهورية يعد مؤامرة على الديمقراطية التى يتشدق بها هو ومن معه من الفرقاء، فلا يقره الجيش المصرى عليها، ولا كذلك أحد من رجال مصر الشرفاء! أما ما فعله البرادعى بدعوته أمريكا للتدخل فى شأن مصرى خالص فهو مؤامرة بكل المقاييس على مصر وشعبها وإرادتها الحرة، يستحق المحاكمة عليها بتهمة الخيانة والتآمر ضد مصر. ولم يكتف البرادعى بذلك، بل يحرض اليهود على المصريين فيناصر الهولوكوست والمحرقة - بلا مناسبة – ضد من ينكرونها، مع أن المفكر الفرنسى الكبير روجيه جارودى أنكرها، وحوكم بسبب ذلك وأدخل السجن فى بلد أوروبى تدعى كغيرها من أوروبا العربية وأمريكا أنها بلاد ديمقراطية تحمى حرية الرأى. ولكن – الدكتور البرادعى يصر على حشد مؤيدين لتوجهاته وأطماعه فى مصر مع أنه فلا يعرف عن أهلها البسطاء شيئاً، فهو راح جاى، فلا يستقر له قرار على أرضها إلا بالقدر الذى يحقق مكاسبه، فلا يلبث إلى أن يذهب إلى أوروبا والبلاد التى يعشقها، فقد عاش فيها عمره. إنه لم يكتف بإثارة أعداء مصر وتأليب اليهود والأمريكان بذرائع لا تخيفنا، بل يذهب بعيدًا أكثر من ذلك، فيحرض المشركين ضد الإسلام والمسلمين بطريقة مسفة، فقد استمعت إليه فى حوار محمود سعد صاحب الوجه العجيب وهو يقول: إنهم يجعلون حرية ممارسة الشعائر للأديان الكتابية فقط ولا يجعلون للبوذيين ولو مكاناً صغيراً. على مثل هذا يتكلم البرادعى، فقد سمعته وهو يمثل عن القدر الذى يريده للبوذيين بيديه بقدر ما يضع الإنسان يديه تحت صنبور الماء ليملأ كفيه. هكذا يريد مصر المسلمة مرتعاً للشرك والمشركين – حاشا وكلا -، فذلك ما لا تقبله الأديان الكتابية الثلاثة مها تفرقت. والعجب أنه يحرض الصين على هدم المساجد. إن الاستقواء بالخارج لتحصيل منصب زائل يدعو كل مصرى لأن يتقزز لمجرد ذكر اسم ذلك الذى تسبب فى خراب العراق، فيجب أن تسحب منه كل الامتيازات، ويجرد من كل الأوسمة والنياشين التى أعطيت له من المخلوع ونظامه الفاسد المفسد من غير وجه حق! أما عن الإعلان الدستورى الذى يعدونه ذريعة للهجوم على الرئيس، فليس كذلك، فالتربص واضح منذ مجيء الدكتور مرسى لرئاسة الجمهورية. واقرأ هذا الخبر: حددت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى برئاسة المستشار فريد نزيه جلسة 4 ديسمبر المقبل لنظر دعوى بعزل مرسى وتعيين (البحيرى) رئيس المحكمة الدستورية العليا بدلا منه. ويأتى تصعيد المحكمة الدستورية فى ظل مطالبات شعبية بحلها، وتكليف مجلس القضاء الأعلى بانتخاب أعضاء جدد، ذلك بعد تورط نائب رئيس الدستورية المستشارة تهانى الجبالى فى صراعات وصفقات سياسية. أليس هذا سبباً آخر من أقوى الأسباب للإعلان الدستورى؟ ألم يسبق ذلك من الأسباب التى عجلت بالإعلان الدستورى ما سربته المحكمة الدستورية و(النايبة) الجبالى عن إرادة المحكمة الدستورية لحل التأسيسية ومجلس الشورى، كل ذلك من أجل إسقاط رئيس الجمهورية المنتخب الدكتور محمد مرسى! فهل ما زال الإعلان الدستورى حجة التظاهر ومهيصة الفاشلين فى انتخابات الرئاسة وتآمرهم؟ أذلك الذى تتسترون به؟ أم أنكم تتظاهرون لتدعيم البرادعى الخائن وتحريضه اليهود ضد مصر والمصريين بذريعة الهولوكوست ومحرقة اليهود؟ وما الذى يحزن البرادعى أو يهينه فى إنكار المحرقة؟ إن كان قد مات أحد من أقاربه فى الهولوكوست، فلم يندد بالمصريين؟ فهل نحن الذين أحرقناهم؟ لا بل نحن من حميناهم على طول التاريخ، فقد احتضنتهم الدولة العثمانية بعدما أذاقتهم أوروبا الصليبية ويلات العذاب والاضطهاد، فألقوا بهم أخيرًا بأرض فلسطين، فاغتصبوها ظلمًا واحتلالاً، فلم يحرك البرادعى وشلته من الفرقاء والفاشلين فى انتخابات الرئاسة ساكناً ضد اليهود الذى يصبون النار صبًا على إخوتنا فى غزةوفلسطين؟ هل يضر البرادعى شخصيًا أن واحدًا فى الجمعية التأسيسية أنكر الهولوكوست؟ وهل إنكار الهولوكوست ومحرقة اليهود يخيف أحداً من المصريين من اليهود؟! اليهود أعداء سواء كان ثمة هولوكوست أو لم يكن! فإن كان إنكار المحرقة يغيظ البرادعى وفرقاؤه فى الشارع المعاند لفعلان "الدستورى" طريقاً لكرسى الرياسة البعيد عن شنبهم الناعم الممسوح، فأنا أنكر الهولوكوست ومحرقة اليهود لا لشيء إلا لأن المفكر الفرنسى الكبير جارودى أنكر المحرقة مما عرضه للمحاكة والسجن فى بلاده فرنسا الحرة. فليتأمل أصحاب الحناجر وحرية الرأى والديمقراطية الجوفاء! يا برادعى أنت تنحاز لليهود والأمريكان ضد مصر.. ألا تستحى؟ إنكم تتآمرون على مصر باسم معارضة الرئيس وحزب الحرية والعدالة ومعارضة الإعلان الدستورى، بل وتنسحبون من الجمعية التأسيسية للدستور بحجة الهولوكوست والمحرقة، لا لشيء إلا لأنكم لا تجدون مبررا صادقا لأفعالكم التآمرية. لقد كشفكم الدكتور جمال جبريل فى كل الفضائيات، فأنتم تعترضون على المادة الإضافية الخاصة باستمرار رئيس الجمهورية حتى نهاية مدة السنوات الأربع التى انتخب عليها، فهى تقطع عليكم الطريق للكرسى الذى تتعجلون الوصول إليه. وأكد الدكتور جبريل أن الدستورية لو حذفت هذه المادة من مسودة الدستور لعاد المنسحبون جميعاً! والدكتور عبد الله الأشعل يؤكد ذلك وهو واحد ممن خاضوا انتخابات الرئاسة، فيقول إن واحدًا منهم من الذين خسروا الجولة الأولى فى انتخابات الرئاسة لم يذكر اسمه ويعلمه الجميع، قال إنه كان أحق من مرسى! ألا تستحى يا برادعى أنت وفرقاؤك؟! [email protected]