حضرت لقاء السيد نائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكى يومى الثلاثاء 11/12/2012 بإحدى فنادق مصر الجديدة والخميس 13/12 بقصر الاتحادية، كان من الحضور الدكتور العوا – د.ثروت بدوى – د. كمال أبو المجد – المهندس إبراهيم المعلم – وائل قنديل – د.جمال جبريل والوزير د.محسوب.. ومن مستشارى الرئيس د.أيمن على – د.باكينام الشرقاوى – ومن مكتبه د.أحمد عبد العاطى، بالإضافة إلى ممثلى الأزهر والكنيسة وبعض الأحزاب والقوى السياسية.. إننا نُعيد اكتشاف المستشار محمود مكى يومًا بعد يوم (كما قال د.أيمن نور) فهو رجل ذو كاريزما.. له حضور طاغ.. مثقف جدًا.. قانونى من طراز فريد.. سياسى هادئ.. عنده رحابة أفق وسعة صدر رائعة.. قليل الكلام (وظيفة القاضى أن يستمع وأن يُنصت).. وقد أادار اللقاءين م.أبو العلا ماضى.. واقتصر اللقاء الثانى على مناقشة معايير إتمام تشكيل مجلس الشورى بالتعيين وتم تأجيل بندى مناقشة قانون انتخاب الجمعية التأسيسية (إذا أسفرت نتيجة التصويت على مشروع الدستور عن – لا) كما تم تأجيل مناقشة المواد المقترح تعديلها (إذا أسفرت نتيجة التصويت على مشروع الدستور عن– نعم ) والتى كانت ضمن جدول أعمال اللقاء الأول.. طرح المستشار مكى فى اللقاء الثانى فكرة التوافق على معايير تعيين 90 عضوًا فى مجلس الشورى، حيث إن مجلس الشورى (وفق مشروع الدستور) سيتحول إلى التشريع لحين انتخاب مجلس النواب, ثم تتنقل مهمة التشريع إلى مجلس النواب فقط (بعد انتخابه), هذه الفترة الانتقالية التى سيتولى فيها مجلس الشورى مهام التشريع (عدة أشهر تقريبًا)، سيتم فيها صياغة قوانين فى غاية الأهمية, فى واحدة من أخطر مراحل حياة المصريين, منها قانون انتخاب مجلس النواب الجديد، بالإضافة إلى صياغة القوانين المحالة من الدستور كالقانون المنظم لما يُسمى بالقضاء العسكري.. وحيث إن المصريين قد انتخبوا مجلس الشورى لمهام معينة لم يكن من بينها التشريع, فكان لزامًا أن يكون هذا التوافق.. قال د.أيمن نور: إن التيار الإسلامى يُشكل حوالى 80% من مجلس الشورى, وفى حالة تعيين الرئيس 90 عضوًا من خارج التيار الإسلامى فسيبقى لهذا التيار نسبة 54% من تشكيله, ومن ثَم فإن أغلبية التيار الإسلامى ستظل قائمة.. ولذلك اقترح أن يكون تعيينهم جميعًا من خارج التيار الإسلامى سعيًا لتحقيق التوافق من جهة ولإعادة التوازن من جهة ثانية وإرسال رسالة طمأنة للمجتمع من جهة ثالثة.. حاز هذا الرأى موافقة أغلب الحضور ما عدا ممثلى حزبى الحرية والعدالة والنور(د.فريد إسماعيل – د.يونس مخيون) ودافعًا عن أحقية حزبيهما فى التعيين.. وهنا قال م.إبراهيم المعلم (وهو مرشح للتعيين ضمن الشخصيات العامة): أنا أترك مقعدى للأستاذ فهمى هويدي, فنحن لم نأت لاقتسام مقاعد, لكن أتينا لنمد اليد لإنقاذ الوطن.. وهنا قال د.كمال أبو المجد: إن فلسفة التعيين أن تجبر النقص الذى حدث فى الانتخابات, وأن تعالج التشوه, وأن تأتى بمن لم تأت بهم الانتخابات من العازفين عن خوض الانتخابات أو غير القادرين على خوضها, ولم تكن أبدًا فلسفة التعيين لتعكس الأوزان النسبية التى أتت بها الانتخابات, وإلا لكنا اكتفينا بالانتخابات أصلاً دون الحاجة لأى تعيينات.. إننا حين ندرك أن مصر (قديمًا وحديثاً) لموقعها الجغرافى وتاريخها ومكانتها لا يمكن أن تكون بمنأى عن صراعات الإقليم والعالم, وأن من يصدق أن مصر لا تتعرض لمؤامرة (قديمًا وحديثًا) لا يدرك حقائق أو معطيات التاريخ والجغرافيا.. وأحسب أن مواجهة المؤامرات من واجب الأجهزة التنفيذية كالرئاسة والحكومة والجيش والشرطة والمخابرات.. لكننا بصدد قراءة ما نعرفه وما نقدر عليه ونستطيعه, وهو التعاطى مع المواقف الداخلية المعلنة للقوى السياسية المختلفة, قد يكون بالوطن بعض الانتهازيين, قد يكون بالوطن من لا يريد نجاح الرئيس مرسي, ولا أحسب أن وطناً (قديمًا وحديثاً) يخلو من هؤلاء, هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن سوء الأداء والتردد والتراجع وغياب الشورى والارتباك سمات واضحة للحكم الحالي, وهذه تُشكل سهاماً إضافية ومهمة وصحيحة لمن يريد توجيهها منتقدًا النظام الحالي.. لقد لاحظت فى الاجتماع المشار إليه أن بعضًا من الإسلاميين يهدى لخصومه (بسوء تقديره) سهامًا إضافية أخرى.. إننا حين لا ننكر أن مصر تتعرض لمؤامرة (قديمًا وحديثاً) لا نستطيع أن نتجاهل تصرفات ومواقف نراها بأم أعيننا لا تحتاج إلى تحليل أو برهان, فكيف نفسر أن بعض الحضور كانوا أكثر حرصًا على (مساعدة الرئيس) وتحسين صورته من ممثلى حزبى الحرية والعدالة والنور؟ بينما نرى آخرين يقدمون للرئيس مقترحًا يجعله رئيسًا لكل المصريين ويجعله يبدو أكثر تفهمًا.. كيف يمكن لنا أن نتفهم أن من يشكو من المؤامرة يدفع بمواقفه الغريبة فى مسار إحراج الرئيس حين يريد الحصول على مزيد من المقاعد دون إدراك سياسى لحالة الوطن الحالية فى ظل الاستقطاب والاحتقان.. ودون إدراك لواجب الوقت؟.. هذه شهادة شاهد عيان يشهد على صحتها كل من ذكرت من الحضور.. [email protected]