سيدى الرئيس أمام ما تمر به بلدنا الغالية من أحداث جسام اختلط فيها الحابل بالنابل، وصار الحق فيها باطلًا والباطل حقًا نجد أنكم مطالبون بتعزيز أدوات تواصلكم مع الشعب الطاهر الذى يأكله القلق على مستقبل أولاده فى هذا الوطن بعد ما رأيناه من دماء شباب أطهار أريقت على أسوار الاتحادية دفاعًا عن الشرعية التى استمدت مكانتها من أول انتخابات نزيهة تتم فى بلدنا الغالى فإذا بشياطين الفتنة يحركون أدواتهم من فلول وبلطجية لإطلاق الرصاص الحى والهجوم على هذا الشباب المتوضئ بالأسلحة البيضاء بعد أن أفشل هذا الشباب النقى مؤامرتهم وأحلامهم فى تنفيذ المخطط الشيطانى من انقلاب على الشرعية، وتشكيل ما سموه مجلسًا رئاسيًّا لخلق ما يطلقون عليه شرعية ثورية تأتى من اقتحام القصر الرئاسى – وهو ما لم يحدث فى تاريخ مصر وحتى أيام سقوط الطاغية المخلوع- لتصبح شرعية فى مواجهة الشرعية الدستورية التى يتمتع بها الرئيس المنتخب حتى كان يوم الأربعاء الدامى الذى انطلق فيه شباب مصريون محبون لهذا الوطن و مخلصون له – لعن الله من يشكك فى ذلك- انطلقوا للتعبير عن دعمهم للرئيس ودفاعًا عن شرعية استمدها الرئيس من الشعب ودفاعًا عن المقر الرئاسي الذى ترسخ فى وعى المصريين جميعًا دلالته ورمزيته حتى فى مواجهة المخلوع السابق فإذا بهذا الشباب الإسلامي يخرج مدافعًا عن شرعية الشعب بعد أن رأى بعينه ما يستوجب التساؤل حول تقاعس قوى الأمن فى مواجهة المقتحمين وإخلاء السبيل لاختراق السلك الشائك والوصول للبوابات الخاصة بالقصر الرئاسى، وخاصة فى ضوء ما نسمعه من سباب للهارب ضابط الشرطة السابق لرؤوس الفتنة من البرادعى إلى عمرو موسى إلى صباحى واتهامه لهم بما يمس رجولتهم بسبب عدم اقتحام القصر الجمهورى وخاصة بعد التزام الأمن باتفاقه مع الهارب إلى أمريكا بإخلاء الطريق لاقتحام القصر - حسب قول العقيد الهارب - فهل هناك عاقل يرى أى لوم على شباب إسلامى خرج بدافع الشهامة والرجولة والنخوة لحماية رمز الدولة والشرعية التى أتى بها الشعب لأول رئيس مصرى منتخب فإذا بقوى الفتنة والضلال لا يتورعون عن قتلهم بدم بارد بعد أن أعماهم غضبهم بسبب إفشال مخططهم الذى عرفناه من زلات ألسنتهم وخاصة من عضو المجلس السابق الجندى من أن الأمور انتهت وسيتشكل مجلس رئاسي يشكل حكومة وهى نفس المعزوفة التى يتغنى بها الكثير بدءًا من الاستشارى الفاشل فى حياته إلى الفريق الهارب من مواجهة القضاء وصولًا إلى داعميهم من عينة الخرفان الذى يتحدث بمواعيد ومواقيت تربك الناس وتثير الكثير من القلق الذى يجب أن تولونه الكثير من الاهتمام بتغيير ودعم آليات التواصل مع الشعب ليكون سندًا لكم وظهيرًا اللهم نسألك المغفرة والرحمة لمن ماتوا غيلة وغدرًا ونسألك الصبر والسلوان لذويهم.. آمين. سيدى الرئيس فى مقام لا ينفصل عما تحدثت عنه فى الفقرة الأولى يعلم الجميع أن هذه الفتن ما كان لها أن تطفو على وجه البسيطة إلا من خلال إعلام الغى والضلال وليس ما نراه من اعتصامات سواء بالتحرير أو الاتحادية إلا بفضل هذا الإعلام الذى يبطل الحق ويحق الباطل، وبالتالى نتيجة حالة الاستنفار الثورى والإحباط الذى يعيشه الجميع انجرف البعض لتصديق سفالات وأكاذيب إعلام مغرض انتقائى لا يختلف عن إعلام مبارك الذى كان ينقل صورة وردية على كوبرى قصر النيل لينفى الغليان الذى يعج به الميدان أثناء ثورة يناير وللأسف هو هو الإعلام نفسه بإعلامييه الذين خدعوا الكثير وانقلبوا إلى ثوار وزايدوا على الثوار أنفسهم حتى لتجد أحدهم من كان يتحرق شوقًا مستجديًّا إجراء حديث مع المخلوع لتلميعه كما فاجأه وزير إعلام مبارك على الهواء فإذا به اليوم ثائرًا ضد مرسى وضد الشرعية بألفاظ وصفات تخرج عن مستوى اللياقة وتصل من الإسفاف إلى مستوى القذف والسب الذى لم نسمعه بالإعلام طوال عمرنا و الأعجب أن تجد من تدعى البطولة حاملة كفنها ونسيت أنه لولا الثورة وما أتت به من شرعية ما كان لها أن ترى النور بفعلة مثل ذلك فى أى من أزمنة الذل السابقة فإذا بالبعض بدل أن يستغل مناخ الحرية المتاح فى البناء والاستقرار يأبون إلا استخدامه للهدم وإثارة الفتن ليس إلا طمعًا فى الشهرة والمزيد من المال خاصة بعد أن صرنا نرى أن الشهرة والمال مؤمّنون وبوفرة لمن زاد تطاوله على الرئيس وما يمثله من بعد إسلامى لا يخجل الكثير من البوح بكراهيتهم له "إلا ساء ما يذرون". سيدى الرئيس إن الشعب يريد استقرار الوطن و البدء فى التنمية لتخرج بلدنا من عنق الزجاجة التى يريدون حشرها فيه فهؤلاء لا يشغلنهم انهيار البورصة و الاحتياطى النقدى أو غيره هؤلاء لا يشغلهم إلا كرسى السلطان ولا تحسبهم متآلفين "تحسبهم جميعًا و قلوبهم شتى" ولكن لم يوحدهم إلا المكر ليس بك فقط وإنما بما تمثله من بعد إسلامى لا يريدون له الفلاح أبدًا حتى لا ينكشف فسادهم وعمالتهم وبالتالى سيدى الرئيس لابد من التواجد المستمر للقوى الإسلامية بالشارع وحتى الاستفتاء على الدستور ليس من قبيل استعراض القوة ولكن لشن حملة توضيح وتفسير للناس بالإضافة إلى الجهد المرجو منكم للتواصل مع الناس بصورة أوقع مما يحدث الآن فى آلية التواصل فالشعب يريد أن يعرف أولًا بأول حتى يشعر أنه شريك فى المسئولية وتأكد أن الله سيظهر الحق ويبطل الباطل فاستعن بالله ثم بشعبك رعاك الله وسدد خطاك.