دعا الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" المعسكرين الإسلامي والليبرالي في مصر إلى التمسك بمبدأ الإحترام المتبادل والذي من شأنه أن يسهم في إنهاء الأزمة الراهنة. وأوضح الكاتب الأمريكي- في مقال أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على موقعها الإلكتروني- أن على المعارضة احترام فكرة أن جماعة الإخوان المسلمين استطاعت الفوز بالانتخابات بطريقة نزيهة عن طريق صناديق الإقتراع. ودعا فريدمان الرئيس محمد مرسي أيضا لإحترام فكرة أن الفوز بالانتخابات لا يعنى إحكام قبضته على كافة الأمور والأوضاع، لاسيما في مجتمع لا يزال يسعى إلى تحديد هويته الجديدة، فضلا عن أنه ينبغي على الرئيس مرسي أن يسعى لإكتساب السلطة لا إلى انتزاعها بالقوة. وحذر فريدمان من أن إلغاء الإعلان الدستوري المثير للجدل الشهر المنصرم والإستعجال في الإنتهاء من صياغة الدستور الجديد وطرحه للتصويت عليه السبت المقبل في إستفتاء وطني دون أن يحظى بالمناقشة الكافية، إنما يصعد من حدة المخاوف لدى الشعب المصري من أن ثورة 25 يناير المصرية لم يتمخض عنها سوى استبدال ديكتاتور بآخر. وتساءل فريدمان عن الخطأ الذي يعترى مسودة الدستور الجديد ويجعل منها ذريعة لإثارة الخوف والقلق لدى المصريين؟.. لافتا إلى قول المحامية والحقوقية منى ذو الفقار "إن في الوقت الذي يكرس فيه الدستور معظم الحقوق الأساسية، يجب أيضا أن يوازن بين القيم الدينية المبهمة والإجتماعية والأخلاقية، والتي سيتم تحديد بعضها من قبل السلطات الدينية". وأضافت ذو الفقار: "أن هذه اللغة ستفتح ثغرات، حيث من شأنها أن تمكن القضاة المحافظين من تقييد "حقوق المرأة، وحرية الدين، وحرية الرأي والصحافة وحقوق الطفل والفتيات بشكل خاص"..أو كما قال دان برومبرج، خبير في شئون الشرق الأوسط في معهد الولاياتالمتحدة للسلام، "إن طرح مسودة الدستور قد يضمن في نهاية المطاف "تطبيق حرية التعبير،ولكن ليس تطبيق الحرية بعد التعبير". ورأى الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن المظاهرات التي تعتري الشارع المصري المؤيد منها والمعارض مالم يتم التعامل معها ومعالجتها بأفضل السبل الكفيلة بتهدئة الأوضاع وعودة الإستقرار، فإن مصر ستضع أسس البناء الديمقراطي الجديدة على خط صدع عميق، ولن تشهد أي إستقرار بعد الآن.. مؤكدا أن مصر ذات حضارة آلاف الأعوام، تستطيع أن تمتلك دستورا جديدا في غضون ستة أشهر فقط.