أثار إعلان الرئيس مبارك ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة والمقرر إجراؤها في السابع من سبتمبر المقبل ردود أفعال واسعة النطاق بين الأوساط السياسية وأحزاب المعارضة والقوى المطالبة بالتغيير. فقد أبدى الأمين العام لحزب العمل ( المجمد ) مجدي أحمد حسين اعتراضا على ترشيح الرئيس لفترة ولاية خامسة وقال إن الترشيح بهذه الطريقة يكرس فكر الحكم الشمولي الذي دام لأكثر من ربع قرن ويمتد بالفترة القادمة إلى ثلاثين عاما من التدهور السياسي والاقتصادي بسبب السياسة التي انتهجها الحزب الحاكم خلال تلك الفترة. وأشار حسين إلى أهمية التغيير خاصة في ظل الظروف التي تمر بها مصر والتي تحتاج – في رأى حسين – إلى ضرورة التخلي عن نظام الحكم الحالي وانتهاج سياسة جديدة. فيما أكد المنسق العام للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) جورج اسحق أن الانتخابات القادمة وبإعلان الرئيس مبارك ترشيح نفسه فيها ستكون مجرد استعراض للرجل الواحد والذي يتكرس في شخص الرئيس وأرجع السبب في ذلك إلى ضعف المرشحين الآخرين من الأحزاب الأخرى التي يعتبرها اسحق هامشية ومشاركة في مسرحية هزلية. وأكد اسحق على ضرورة مواصلة الضغط على الحزب الحاكم من أجل إحداث إصلاحات سياسية شاملة وانتهاج سياسة تحول ديمقراطي حقيقي. واعتبر الأمين العام لحزب التجمع حسين عبد الرازق أن ترشيح الرئيس مبارك كان متوقعا ولم يأت بجديد وأنه كان أمرا معروفا مسبقا وهو الأمر الذي دفع بحزب التجمع لإعلان مقاطعته للانتخابات بشكل نهائي حتى لا يشترك في عملية انتخابية لصالح مرشح واحد فقط وهو مرشح الحزب الوطني الحاكم والذي تجسد في شخص الرئيس مبارك. وكان الرئيس مبارك قد أعلن صراحة عن ترشيح نفسه في الخطاب الذي ألقاه أمس في مدرسة "المساعي المشكورة" والتي أهلته للالتحاق بالكلية العسكرية ليحسم بذلك الخلاف الذي ساد الأوساط السياسية في الآونة الأخيرة حول احتمال عدم ترشيحه. من ناحية أخرى واستمرارا لسياسة رفض ترشيح الرئيس مبارك دعت الحركة الشعبية من اجل التغيير لتظاهرة مساء اليوم الجمعة بميدان التحرير اعتراضا على ترشيح الرئيس مبارك للانتخابات الرئاسية. كما دعت حركة فنانين وأدباء من أجل التغيير لتظاهرة مماثلة بميدان طلعت حرب يوم الثلاثاء القادم ودعت أيضا الحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) إلى تظاهرة مساء الخميس بميدان الأوبرا ضد الفساد وسيطرة رأس المال. وكان الصحفيون المصريون قد نظموا أمس احتجاجا رمزيا أمام مقر النقابة ضد الإرهاب وتنديدا بالأحداث الأخيرة التي شهدتها شرم الشيخ. وقال يحيى قلاش سكرتير عام النقابة أن الوقفة كانت تهدف إلى توصيل رسالة وهى أن الصحفيين والشعب والحكومة كلهم في خندق واحد وضد أي أعمال من شأنها الإضرار بمصالح البلاد وزعزعة أمنها و استقرارا مؤكدا استمرار الصحافة في كشف المتورطين في العمليات الإجرامية وملاحقتهم.