كشفت مصادر دبلوماسية أن هناك أزمة دبلوماسية غير مسبوقة تعاني منها العلاقات المصرية الإماراتية بعد أن قدمت القاهرة احتجاجا شديد اللهجة إلى أبو ظبي على خلفية الانتقادات الشديدة التي وجهتها صحيفتا "الاتحاد" التي تملكها إمارة أبو ظبي وصحيفة "البيان " التي تملكها إمارة دبي ضد الرئيس مبارك وسخريتها من ترشيحه لفترة رئاسية خامسة عبر رسوم كاريكاتيرية لاذعة ، فضلا عن نشر الصحيفتين العديد من التقارير عن انتشار الفساد والفقر والبطالة بمصر في العقدين الماضيين. وأوضحت المصادر أن القاهرة هددت بنشر فضائح لعائلتي آل نهيان وآل مكتوم إذا استمرت هذه الصحف في توجيه الانتقادات اللاذعة إلى الرئيس مبارك مشيرة إلى أن هذه التهديدات ، دفعت الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات إلى إرسال مندوب رسمي له إلى القاهرة في زيارة أحيطت بالسرية التامة. وأبلغ المندوب الإماراتي المسئولين بالقاهرة أن هذه الانتقادات صدرت من جانب الصحف التي يسيطر عليها أخوة الشيخ خليفة غير الأشقاء الذين يتزعمهم ولي العهد الشيخ محمد بن زايد ووزير الإعلام عبد الله بن زايد ، وذلك بهدف ضرب العلاقات الوطيدة التي تربط بين رئيس دولة الإمارات بالقيادة السياسية المصرية وإظهار الشيخ خليفة بمظهر من لا يسيطر على الأوضاع في الإمارات . وأوضح المندوب أن هذا الصراع يعد جزءا من حرب "طحن العظام " حول النفوذ السياسي في إمارة أبو ظبي ، مشددا على أن الشيخ خليفة سيعمل على وقف هذه الانتقادات وإجراء تغييرات جذرية ة في مسار هذه الصحف . ولفتت المصادر إلى أن التبريرات التي حملها المندوب الإماراتي فشلت في تهدئة غضب القاهرة ، التي هددت باتخاذ خطوات مماثلة ما لم تتوقف هذه الحملات ضد الرئيس مبارك سواء بالتصريح أو التلميح. وينتظر أن يناقش الرئيس مبارك والشيخ خليفة بن زايد هذه الأزمة خلال اللقاء المنتظر عقده على هامش القمة العربية الاستثنائية التي ستعقد في شرم الشيخ الأربعاء القادم. وجدير بالذكر أن الإخوة غير الأشقاء للشيخ خليفة قد بذلوا جهودا مكثفة قبل رحيل والدهم لإقناعه بخلع الشيخ خليفة من ولاية العهد وتعيين الشيخ محمد بدلا منه ، مستغلين في ذلك النفوذ الطاغي الذي تتمتع به والدتهم الشيخ فاطمة ، الزوجة المفضلة لدى الشيخ زايد ، التي كان يعدها الكثيرون بمثابة الحاكم الفعلي للبلاد . أن هذه التبريرات