- عملية الموساد تهدد مستقبل علاقات الإتحاد الأوروبي مع إسرائيل والأزمة مرشحة للتصعيد - وزراء خارجية بريطانيا وايرلندا وفرنسا يطالبون الإسرائيلي ليبرمان بتوضيحات حول دور حكومته المبحوح تعرضت اسرائيل امس لضغوط اوروبية شديدة على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل هددت مستقبل العلاقات بين تل ابيب والاتحاد، للكشف عن مدى تورط الحكومة الاسرائيلية في استخدام جوازات السفر الاوروبية لاغتيال القيادي البارز في حماس محمود المبحوح. وحذر دبلوماسي أوروبي كبير، قبيل بدء الاجتماع، من أن علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل مهددة على خلفية استخدام جوازات سفر أوروبية مزورة في تنفيذ عملية اغتيال المبحوح في دبي الشهر الماضي. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن المسؤول الأوروبي -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع- أن قضية استخدام الجوازات "ستضر بتعامل دول الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل". ومع أن أربع دول أعضاء فقط من 27 دولة في الاتحاد الأوروبي لها علاقة بموضوع ما بات يعرف بأزمة الجوازات، فإن بعض المسؤولين الأوروبيون أشاروا إلى احتمال طرحه للمناقشة في اجتماع وزراء الخارجية الكامل، مما قد يعني تصعيدا دبلوماسيا كبيرا. واوضحت صحيفة التايمز البريطانية ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان سيلتقي بنظراءه من فرنسا وبريطانيا وايرلندا كل على حدة لمناقشة الازمة. وتقول شرطة دبي إن 11 شخصا يحملون جوازات سفر بريطانية وإيرلندية وفرنسية وألمانية ضالعون في عملية اغتيال المبحوح. واضافت التايمز ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند سيضغط على ليبرمان لكشف دور حكومته في عملية الاغتيال خاصة بعدما تردد عن ان سلطات الهجرة الاسرائيلية تمكنت من نسخ جوازات سفر المواطنين البريطانيين في مطار بن جوريون خلال زيارتهم الى اسرائيل. كما أكد ميليباند أنه سيناقش الموضوع نفسه مع ليبرمان ويطلب من إسرائيل التعاون مع بلاده في التحقيق في مسألة جوازات السفر البريطانية التي قالت شرطة دبي إن بعض منفذي عملية الاغتيال استخدموها لدخول الإمارات. وقال وزير الخارجية الإيرلندي مايكل مارتن في تصريح صحفي إن: الأمر خطير وإنه سيطلب تفسيرا واضحا من نظيره الإسرائيلي ويعرب له عن قلق بلاده من استخدام جوازات سفر إيرلندية مزورة في عملية دبي. وفي السياق ذاته استدعت الخارجية الإماراتية سفراء دول الاتحاد الأوروبي على خلفية اغتيال المبحوح. وأكدت مصادر رسمية إماراتية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور محمد قرقاش استدعى أمس الأول الاحد سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين في أبو ظبي لإطلاعهم على تطورات التحقيق في عملية الاغتيال، طالبا منهم إبلاغ بلدانهم بضرورة التعاون من جانبها ودعم التحقيقات الجارية. ونقلت مصادر إعلامية إماراتية عن وزير الخارجية الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان قوله إن اغتيال المبحوح يعد عملا إجراميا وانتهاكا سافرا لأمن الإمارات وإن بلاده مصممة على كشف الجناة وتقديمهم للعدالة. ودعا الوزير الإماراتي الدول التي ورد ذكرها في التحقيقات التي تقوم بها شرطة دبي إلى التعاون مع الإمارات في كشف ملابسات القضية ومواصلة العمل على تنفيذ الخطوات التي اتخذتها لمنع سوء استخدام جوازات السفر. وقال إن سوء استخدام الجوازات يمثل تهديدا دوليا ويضر بالأمن القومي للدول والأمن الشخصي للمسافرين. من جهة أخرى، ترددت أنباء أن مايكل بودنهايمر الذي ينتمي إلى المجموعة التي يشتبه بأنها اغتالت المبحوح في دبي اختفى بشكل غامض في إسرائيل. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أمس أن اسم بودنهايمر كان لا يزال مكتوبا الأسبوع الماضي على لوحة عند مدخل عمارة مكاتب في هرتزيليا شمال تل أبيب. غير أن اسم بودنهايمر اختفى أمس الأول وتبين أن الشركة التي استأجرت مكتبا في هذه البناية المعزولة "وهمية". ومنذ ظهور قضية الاغتيال توارى الرجل عن الأنظار. وكانت مجلة دير شبيجل الألمانية ذكرت من جهتها أن شخصا اسمه مايكل بودنهايمر حصل في يونيو الماضي على جواز سفر ألماني. وتم تسليم هذا الجواز في كولونيا غرب ألمانيا، لرجل أكد أن اسمه مايكل بودنهايمر وقدم جواز سفر إسرائيليا صادر في 2008. وأصبح من حقه الحصول على جواز سفر ألماني بعد أن أكد أنه يقيم في كولونيا وقدم نسخة من عقد زواج أحد والديه تعرضت أسرته للاضطهاد من قبل النازيين. في الأثناء عثرت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي على شخص آخر يدعى مايكل بودنهايمر يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية ويعيش في بناي براك قرب تل أبيب.