جاءت خطوة اجتماع الرئيس مرسى مع الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، بمثابة تراجع فى صفوف المعارضة وتساهل فى موقفهم المتشدد، حيث جاء اللقاء بعد التصعيدات المتتالية من قبل التيار المدنى المعارض للرئيس محمد مرسى ورفضه التام لأى خطوة يقدم عليها الرئيس فى سبيل الحل والتوافق. واعتبرت قوى إسلامية اللقاء الذى جمع أمس الأول بين مرسى والبدوى بمثابة خطوة إيجابية وشعور بالمسئولية من قبل بعض الرموز داخل التيار المدنى والليبرالى، وأكدوا أن مرسى حاول من خلال اللقاء مع رئيس حزب الوفد تفادى الموقف الجماعى الرافض لجبهة الإنقاذ الوطنى من خلال عقد لقاءات منفردة مع رموز المعارضة ومحاولة تقارب الآراء. وقال هشام الدسوقى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، إن الخطوة هى محاولة إيجابية من قبل مرسى لمواجهة المعارضة المبالغ بها التى تبنتها جبهة الإنقاذ الوطنى ورفضها لأى خطوة يقدم عليها الرئيس، وأشاد الدسوقى باللقاء معتبرًا أنه يأتى ثمرة التوافق بين الأطراف المتنازعة على الساحة السياسية. وأشار الدسوقى إلى أن الاجتماع تضمن نقل رسائل من قبل أعضاء جبهة الإنقاذ الوطنى على رأسهم الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، وحمدين صباحى، رئيس التيار الشعبى المصرى، رغم ر فضهما للحوار، معتبراً أن اللقاء خطوة نحو توصيل الرسائل المتبادلة بين الطرفين مؤكداً أن سياسة مرسى الراغبة فى الإصلاح من خلال الاجتماعات الأخيرة مع رموز التيار المدنى ستؤدى فى النهاية إلى إيجاد حل فى الأزمة المحتدمة الآن. وألمح الدسوقى إلى أنه من المتوقع أن يكون البدوى عراب المصالحة بين الرئاسة والقوى المدنية متوقعا فى الوقت ذاته أن تستمر الحوارات بين مرسى ورموز المعارضة، مؤكدا أن استمرارهم فى رفض الحوار سيجعلهم منبوذين فى الشارع. وأشار إلى أن من بين الشخصيات المطروحة للحوار الدكتور البرادعى أو صباحى، معتبرًا أن فى حال عقد لقاء بين مرسى والسيد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر يعنى بداية جديدة للمصالحة الوطنية. من جانبه، قال طارق السهرى، وكيل مجلس الشورى عن حزب النور، إن اللقاء جاء فى إطار اللقاءات التى دعا إليها مرسى للحوار مع كل التيارات السياسية المعارضة، مؤكدًا أن رفض القوى المعارضة كان عقبة أمام التوافق، ورأى أن حضور البدوى ولقائه بمؤسسة الرئاسة يعد اعتدالاًَ ملحوظاً.. وأكد السهرى أن انضمام موسى للحوار يعد ضرورة نظرًا لكونه عضواً مؤثراً فى الجمعية التأسيسية المسئولة بصياغة الدستور على الرغم من انسحابه فى الفترة الأخيرة. وفى نفس السياق، قال صفوت عبد الغنى، رئيس المكتب السياسى لحزب البناء والتنمية، إن الحوار الذى دار بين مرسى والبدوى له أكثر من دلالة على مستوى مرسى نفسه وعلى مستوى السيد البدوى، حيث قال إنه يحمل دلالة لكل المعارضين للرئيس بأنه يفتح الباب لكل الشخصيات للحوار حتى مع أشد المعارضين له. وتوقع عبد الغنى لقاءات مشابهة بين مرسى وقيادات مدنية "خاصة فى ظل الخلافات التى قسمت صف القوى المدنية والتى تباينت مواقفها بين المؤيد للمشاركة فى الاستفتاء والتصويت ب"لا" وبين المقاطعة النهائية. وأضاف أنه فى حال عقد اللقاء بين مرسى والسيد عمرو موسى يأتى فى إطار المصالحة، مؤكدا أن مصلحة الوطن تقتضى التواصل مع كل الأطراف الموجودة على المشهد السياسى أيا كانت منتمية للنظام السابق أو لم تنتمِ. وكان اللقاء قد جمع مرسى مع رئيس حزب الوفد ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضى.