قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني إن قلق المواطنين من ظاهرة الفساد أمر لا يمكن تجاهله أو الحديث عنه فقط ،مؤكدا أهمية عمل "اللجنة الملكية لتعزيز منظومة النزاهة الوطنية" ومخرجاتها حتى يلمس المواطن الجدية في آلية التعامل مع قضايا الفساد. وأكد الملك عبدالله الثاني خلال لقائه اليوم الأحد مع رئيس وأعضاء اللجنة أهمية دورها في دعم وتطوير مسيرة الأردن الإصلاحية .. معتبرا أن ثقة المواطن بمؤسسات الدولة هي الأساس في نجاح هذه المسيرة. وقال العاهل الأردني "نحن نسير بقوة وتفاؤل نحو المستقبل، والأولوية تطوير مؤسسات الدولة لتعزيز ثقة المواطن بقدرتها على ردع ومكافحة الفساد في سبيل النهوض بالأردن" .. مؤكدا ضرورة الإسراع في البت بقضايا الفساد ومحاسبة كل من تثبت إدانته. وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الهاشمي أن الملك عبدالله الثاني أكد خلال اللقاء دعمه للجنة التي ينتظرها عمل مهم في سبيل تحديث وتطوير منظومة النزاهة الوطنية والبناء على الإنجازات، داعيا جميع المؤسسات المعنية للتعاون مع اللجنة. بدوره، أعرب رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور "رئيس اللجنة" عن تقديره لخطوة الملك عبدالله الثاني الملك بتشكيل اللجنة وحرصه على تعزيز منظومة النزاهة. كان العاهل الأردني قد عهد أمس إلى الدكتور عبد الله النسور برئاسة لجنة ملكية لتعزيز منظومة النزاهة تعنى بمراجعة التشريعات ودراسة واقع جميع الجهات الرقابية وتشخيص المشاكل التي تواجهها والوقوف على مواطن الخلل والضعف واقتراح التوصيات التي من شأنها تقوية وتقويم سير عمل هذه الجهات في مكافحة الفساد وتعزيز التعاون فيما بينها وصولاً إلى أفضل معايير العمل المؤسسي المتوازن وبما يكفل ترسيخ مناخ العدالة والمساءلة وحسن الأداء تحقيقا للصالح العام. تجدر الإشارة إلى أنه وفقا لتقرير مؤشرات مدركات الفساد للعام 2012، والذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية، فقد احتل الأردن المرتبة الثالثة على مستوى الوطن العربي بعد كل من قطر والإمارات العربية (المركز الأول) والبحرين المركز الثاني.. كما حافظ الأردن على تصنيفه العالمي من بين أفضل ثلث الدول المشاركة والبالغة 176 دولة، وهذا يعتبر إنجازا للأردن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها والأوضاع المتأزمة في المنطقة إضافة إلى كون الأردن بلد محدود الموارد ودخل الفرد فيه أقل من معظم الدول العربية. يشار إلى أن الأردن يشهد منذ شهر يناير 2011 مسيرات واعتصامات واحتجاجات وتظاهرات للمطالبة بالإصلاح الشامل ومكافحة الفساد ومحاكمة المفسدين.