قال الدكتور شريف عطيفة مستشار وزير الاستثمار المصري اليوم الأحد إن الحكومة وافقت من حيث المبدأ علي اقامة أول مشروع صناعي لتحويل المخلفات الي وقود ديزل مركب، مشيرا إلي أن من أهم أولويات عمل وزارته تشجيع المشروعات التي تعتمد علي الطاقة الجديدة والمتجددة. جاء كلام عطيفة خلال مشاركته في افتتاح المؤتمر الأول لتحويل النفايات الي ديزل مركب باستخدام "تقنية التفكك البلمري المحفز في غياب الضغط"، والذي نظمته وكالة المستقبل للهندسة بالتعاون مع جمعية الصناع المصريين والغرفة العربية الالمانية بالقاهرة. وأضاف مستشار وزير الاستثمار المصري "الوزارة تعطي أهمية خاصة لإزالة كافة المعوقات أمام نشر تكنولوجيا الطاقة الجديدة والمتجددة مع تقديم جميع التيسيرات للمستثمرين الراغبين في العمل في هذا المجال". ومن جانبه قال المهندس عمرو حسب الله رئيس وكالة المستقبل للهندسة أن التقنية الألمانية لتحويل المخلفات لوقود ديزل يمكنها أن توفر احتياجاتنا من الطاقة بتكلفة اقتصادية أفضل من استخدام البترول والغاز. وأضاف حسب الله "الوكالة انتهت من اعداد الدراسات المبدئية حول الاثر البيئي لإقامة أول مصنع لإنتاج الوقود المركب في مصر ." وقال" إن التكلفة المالية لإنشاء مصانع إنتاج الوقود بهذه التكنولوجيا المتطورة، والتي اخترعت عام 2007، ليست عالية فهي تتراوح ما بين 4 ملايين دولار إلى 25 مليونا للمصنع الواحد، كما أن إقامته تحتاج فقط لمساحة تتراوح ما بين 15 إلى 30 ألف متر مربع. وفيما يتعلق بالموافقات الرسمية أكد حسب الله أن وزارات البترول والاستثمار وشئون البيئة وافقت بالفعل علي المشروع ، حيث تم عرض هذه التقنية علي مسئولي وزارة البترول ومعهد بحوث البترول ،كما وافقت الوزارة مبدئيا علي شراء وقود الديزل الذي يتم انتاجه بهذه الطريقة. وقال حسب الله للأناضول " إننا لا نحتاج تمويلا من الحكومة المصرية لاقامة المشروع الجديد وان كل ما نحتاجه منها هو تخصيص الأرض للمشروع بنظام حق الانتفاع فقط " واكد حسب الله ان الوكالة ستقوم بتمويل المشروع ،حيث يجرى حاليا مفاوضات مع محافظتي الغربية والمنوفية لإقامة اول مصنع على اراضيها ،على ان يتم في وقت لاحق اقامة عدد من المصانع فى محافظات اخرى . أشار حسب الله الي ان التكنولوجيا الألمانية الجديدة توفر أسلوبا اقتصاديا عالي العائد للتعامل مع تلك المخلفات. أضاف ان الوكالة تأسست بهف نقل التكنولوجيا الالمانية الخاصة بتحويل النفايات الي ديزل مركب باستخدام "تقنية التفكك البلمري المحفز في غياب الضغط" الى شمال افريقيا والشرق الاوسط . ومن جانبه قال د.كريستيان كوخ العالم الالماني خلال كلمته في المؤتمر الذى استضافته القاهرة اليوم ان الاتجاه لانتاج الوقود العضوي ينتشر الان في العديد من دول العالم ، حيث يوجد مصانع تعمل بهذه التقنية في امريكا واوروبا والبرازيل وحتي في افريقيا. وكريستيان كوخ هو مخترع تقنية تحويل النفايات الي ديزل مركب باستخدام التفكك البلمري المحفز في غياب الضغط. وأشار كوخ في كلمته الي ان التكنولوجيا الجديدة تسهم في تحويل خليط من المخلفات المنزلية والزراعية الي وقود ديزل حيوي وسط نظام انتاج مغلق لا ينتج عنه غاز اوكسيد الكربون والذي ينتج بكثافة في الطرق الأخرى لحرق المخلفات. وقال كوخ ان الوقود المنتج بطريقة التفكك البلمري في غياب الضغط تم تجربته في تشغيل السيارات واثبت قدرته على تحسين كفاءة الموتور 50 مرة عن الوقود العادي ، بالإضافة الى انه يخفض نسب التلوث من غاز اوكسيد الكربون بجانب تخفيض الضوضاء الناتجة عن الموتور. من ناحيته قال الدكتور طارق جنينه استشاري ادارة النفايات والدراسات البيئية أنه يوجد بمصر نحو 13.5 مليون طن مخلفات سنويا تسهم القاهرة وحدها بنحو 39% منها . وقال "ان التعامل مع المخلفات البيئية يتم بصورة عشوائية وضارة بالبيئة حيث لا يستفاد إلا بنحو 24% منها علي اقصي تقدير". مصع