قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "على المجتمع الدولي أن يتحد"، موضحا أنهم سئموا من عجز المجتمع الدولي في إيجاد حل للأزمة السورية، وتحقيق السلام للسوريين. جاء ذلك في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده المسؤول الأممي مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، عقب اللقاء الذي جمع بينهما مساء اليوم في العاصمة أنقرة، التي وصل إليها كي مون بعد زيارة تفقدية له اليوم لعدد من مخيمات اللاجئين السورين بالمحافظات الحدودية التركية. وأوضح كي مون في تصريحاته أنه التقى اليوم عائلات سورية، وناشد إياهم بالوحدة والتضامن في ظل الدعم الذي يقدمه الشعب التركي، والأممالمتحدة لهم، معربا عن سعادته بسياسة "الأبواب المفتوحة" التي تنتهجها تركيا مع اللاجئين السوريين، إذ أنها لا تغلق أبوابها في وجه أحد. وناشد المجتمع الدول بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة للسوريين، حتى يتسنى لهم مواجهة الظروف المعيشية الصعبة التي يعانون منها حاليا، لاسيما في فصل الشتاء الذي لا يرحم برده القارس لا طفلا صغيرا ولا شيخا كبيرا. وأوضح كي مون أنه تناول مع الوزير التركي عددا من القضايا الملحة في الوقت الراهن في بعض الدول مثل الصومال وقبرص وفلسطين، مؤكدا على أنه تناول مع الممثل العربي والأمم الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، الأزمة السورية الراهنة، متأسفا بشدة لاستمرار العنف في البلاد. وفي رد منه على سؤال حول مدى تفائله في الشأن السوري، قال "يمكنني القول باسم جميع الشعوب التي تريد كامل الحرية والسلام في العالم، لقد سئمنا ومللنا من هذا العنف ومن عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول لإيقاف آلة العنف التي تحصد أرواح الأبرياء" وتابع قائلا "لقد مضى21 شهرا على اندلاع الأحداث في سوريا، وراح ضحيتها حتى الآن أكثر من 40 ألف شخص، وها هو قد آن أوان تحرك المجتمع الدولي وفي مقدمته الأممالمتحدة، لبذل جهودهم لإيجاد حل لتلك الأزمة، على قلب رجل واحد" وأكد كي مون على ضرورة اتحاد واتفاق المجتمع الدولي في هذه المرحلة العصيبة، موضحا ان هذه الوحدة ستجبر الأسد والحكومة السورية على الجلوس للمفاوضات في أقرب وقت ممكن لإنهاء العنف في البلاد". من جانبه قال داود أوغلو أن الشأن السوري كان هو محور مباحثات ومفاوضات المسؤولين الأتراك مع الأمين العام للمنظمة الدولية اليوم، موضحا أن هدف الجميع في الوقت الراهن، إيقاف نزيف الدماء في سوريا، وأن يحدث تغير سياسي في البلاد في ضوء الإرادة الشعبية. وأعلن الوزير التركي عن اسفه الشديد للتشرذم الذي يفت في عضد الأممالمتحدة، إذ أنها غير قادة على اتخاذ قرار موحد حيال تلك الأزمة، الأمر الذي من شأنه تعميق تلك الأزمة بشكل يفوق كل التصورات. وكان مون قد التقى في وقت سابق اليوم بكل من الرئيس التركي عبد الله غل، ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان، بعد أن قدم من المحافظات التركية الحدودية التي تفقد فيها أحوال مخيمات اللاجئين السوريين، واطلع على آخر التطورات هناك.