اكتنف الغموض مصرع ثلاث طلاب من إقليم دارفور يدرسون بجامعة الجزيرة بوسط السودان. وبينما أعلنت الشرطة عن عثورها على جثث طالبين غرقى في ترعة بالقرب من مقر الجامعة، اتهم حزب معارض النظام بتصفيتهما. وقالت الشرطة في بيان صحفي حصل مراسل وكالة الأناضول على نسخة منه إنها تلقت الجمعة بلاغا يفيد بوجود جثة غريق بترعة قريبة من الجامعة وأنها عند وصولها وجدت جثة أخرى في نفس المكان وقد تعرف طلاب من الجامعة على الجثتين حيث تبين أنهما طالبين بالجامعة. وجاء في البيان بأنه ظاهريا لا يوجد ما يشير إلى تعرض المتوفيين لأي نوع من الاعتداء وتم تسليم الجثمانين للمشرحة بأمر النيابة لمعرفة سبب الوفاة وقد اتضح لاحقا بان هناك طالب اخر مفقود مازال البحث جاريا عنه وجارية التحريات. وقال أحد طلاب الجامعة فضل عدم الكشف عن اسمه حجب اسمه لمراسل وكالة الأناضول للأنباء إن "الشرطة عثرت بعد إصدارها للبيان على جثة ثالثة في ذات الترعة التي تقع على الناحية الشرقية الشمالية من مقر الجامعة". وشكك الطالب في بيان الشرطة وقال إن "الضحايا الثلاث مختفين منذ الخميس حيث شهدت الجامعة اشتباكات عنيفة بين الأجهزة الأمنية وطلاب منحدرين من إقليم دارفور نفذوا اعتصام داخل مقر الجامعة احتجاجا على إلغاء قرار إعفائهم من الرسوم الدراسية. وصدر قرار رئاسي في العام 2006 يقضي بإعفاء كل أبناء دارفور في كل الجامعات السودانية من الرسوم الدراسية لكن وزارة التعليم العالي أصدرت في 24 أكتوبر الماضي قرارا بإعفاء الطلاب الذين جلسوا لإمتحانات الشهادة الثانوية من داخل معسكرات النازحين واللاجئين فقط على أن يدفع باقي طلاب الإقليم الرسوم أسوة بغيرهم من الطلاب. وإتهم حزب المؤتمر السوداني المعارض الذي ينتمي إليه كثير من أبناء الإقليم النظام باغتيال الطلاب وقال في بيان صحفي حصل مراسل وكالة الأناضول على نسخة منه إن "ما شهدته الجامعة في اليومين الماضيين يوضح وبما لا يدع مجالا للشك بأن هؤلاء الأوغاد القتلة في ضلالهم القديم باغتيالهم لطلاب الدفعة 35 بجامعة الجزيرة. وأشار البيان إلى أن الطلاب هم عادل محمد ومحمد يونس ومصطفى تبن، داعيا جميع الطلاب والشعب السوداني للخروج للشارع لإسقاط النظام. ويقاتل الجيش السوداني ثلاث حركات مسلحة في إقليم دارفور غربي السودان منذ العام 2003 هي (حركة العدل والمساواة - حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور – حركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوي الذي انشق عن نور في العام 2006). وتسبب النزاع في إصدار المحكمة الجنائية الدولية في العام 2009 مذكرة اعتقال بحق الرئيس عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قبل أن تضيف لهم تهمة الإبادة الجماعية في العام 2010. وتقدر الأممالمتحدة عدد القتلى في دارفور بنحو 300 ألف شخص، إلا أن الحكومة السودانية تقول إن عددهم لا يتعدى عشرة آلاف.