فيما يبدو أنه " ترتيبات " مبكرة لأجواء الانتخابات الرئاسية المقبلة ، والتي أصبحت تصيب الأجهزة الرسمية في الدولة بتوتر بالغ قامت عناصر من قوات الشرطة مدعومة بسيارتين تابعتين لمديرية أمن الفيوم وجهاز أمن الدولة باخلاء مبني الاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية التابع لوزارة الشئون الاجتماعية والتأمينات وذلك بمقر الإتحاد بشارع البوسته الرئيسي دون أبداء الأسباب مع توقعات بالمزيد من الإخلاءات لعدد من المباني الحكومية بالمحافظة و هو الأمر الذي أثار قلق رؤساء الأجهزة الحكومية كافة . كانت المصريون تتابع الحدث عن قرب حيث توقفت سيارتا الشرطة وعلى عجل هبط منها ما يقرب من 12 عسكري كامل التسليح بالبنادق والدروع المضادة للرصاص وتوجهوا من فورهم إلى المبنى مع تعالى اصوات احد ضباط المرور يحث المواطنين على السير و كأن شيئا لم يحدث لذا تجمع المواطنين أمام مدخل بعض المحلات التجارية ليتسألوا عن سر الهجمة الأمنية الغير متوقعة . كانت قوات الشرطة قد طردت العاملين في المقر مع تهديدهم بالأذى في حالة الإبلاغ عن قرار الطرد الأمني لأي من وسائل الإعلام كما قامت قوات الأمن وأفراد من أمن الدولة بالزى المدني بتسجيل أسماء وبيانات الموظفين كاملة مما أكد للجميع جدية التهديدات . وعلى نفس الصعيد طلبت قيادات الإتحاد تفسير الظاهرة الغريبة فكانت الإجابة المختصرة " قرارت أمنية عليا " كافية بأنهاء الجدل حول مشروعية أحتلال مبنى حكومي وحين السؤال عن الموظفين افادت مصادرنا أن قرارا صدر على عجل من ادرة المبني بأعطاء جميع الموظفين أجازة شفاهية لن يتم قيدها في الدفاتر الرسمية – منعا لمحاولات التقصي الإعلامية – لمدة مفتوحة بحد أدنى أسبوع من تاريخ أمس . وعلمت المصريون أن قوات الأمن أجبرت الموظفين على شرح كل الإجراءات الإدارية الخاصة بالجمعيات الأهلية قبل مغادرتهم المبني وترك الملفات و أصول ميزانيات المؤسسات والجميعات الأهلية في يد الأمن مما دفع الجميع الى التساؤل عن الدور الذي سيقوم به أفراد الأمن بالعبث داخل هذه السجلات فهل هو تمهيد لتحجيم دور الجمعيات الأهلية المتعاظم في المحافظة أم هي خطة أمنية تشمل عدة محافظات كما أفادت بعض المصادر في مدرية أمن الفيوم وتتم بغرض " غربلة " مؤسسات المجتمع المدني قبل الإنتخابات الرئاسية ؟ ولم تزل إلى الآن سيارات الشرطة تحيط بالمبني المغلق على أفراد الأمن بداخلة في مهمة لا يعلم أحدا نوعيتها بالتحديد لكن التواجد الأمني في الشارع الرئيسي – شارع البوسته – قد عزز من وجوده من خلال استعداء مخبرين من المباحث و أمناء شرطة لهم خبرة بالمنطقة الحيوية ، ولا أحد يعلم إلى متى ستسمر " المهمة الأمنية " المذكورة وما هي ماهيتها تحديدا ولماذا استخدم الأمن هذا الأسلوب العنيف والغير مبرر كل هذه أسئلة تنتظر الإجابة فيما ترفض مدرية أمن الفيوم اعطاء أية تفسيرات للموقف أو الرد على اسئلة وجهتها المصريون لمدير أمن الفيوم ، وإن كانت مصادر المصريون أيضا ربطت بين التجريدة الأمنية وبين قلق الأجهزة الرسمية في المحافظة من إمكانية فرض بعض المنظمات المدنية دورا في الرقابة على الانتخابات المقبلة .