عندما تحقق لمرتضى منصور رئيس نادي الزمالك ما يتمناه وأزاح غريمه الدكتور كمال درويش في انتخابات مجلس الادارة السابقة، تمنينا أن يبدأ المستشار عهدا جديدا مع نفسه ومع الآخرين، ويتخلص من صداماته وخبطاته لأنه يتولى واحدا من أكبر قلاع الرياضة في العالم العربي. لكن مرتضى للأسف الشديد زاد من شططه وبدلا من أن يكون خصما لشخص واحد فقط هو دوريش عندما كان رئيسا للنادي، تحول إلى خصم لجهات كثيرة، وطور من أدائه فأصبح يتعامل بعضلاته بدلا من لسانه اللاذع! لقد كانت معركته مع نائبه فضيحة تناقلتها وسائل الاعلام العالمية، ولا أدري لماذا سكت الوزير ممدوح البلتاجي، مع أنه كان يجب عليه أن يطرد هذين الشبيحين، فلا يصح أن يديرا ناديا رياضيا. لكن يبدو أن البلتاجي لا يزال غريبا في وزارة جاء إليها خطأ، ربما على سبيل المجاملة، بعد أن أبعد من وزارة الاعلام، فالرجل لم يتصور في يوم من الأيام أن يشرف على أندية يعشقها الملايين ويركزون عليها أبصارهم طول الوقت! مرتضي لم ينجح حتى الآن في شئ.. وعدنا بمفاجآت في التعاقد مع النجوم، فهرب منه حتى عمرو سماكة الذي لم اسمع به إلا بعد أن وقع للزمالك واختفى خوفا من بطش مرتضى، وذهب للأهلي، ولا اعتقد أنه سيجد فرصة للظهور في ناد متخم بالمواهب التي تفوق هذا السماكة بمراحل! وفشل مرتضى في التعاقد مع مدير فني كبير، وتعاقد مع الفاشل بوكير، الذي نجح في تفكيك "الاسماعيلي" بعد أن تسلمه فريقا قويا من صناعة المدرب القدير والخلوق محسن صالح، ثم فشل بالثلاثة في الكويت، وجاءه الانقاذ من مرتضى منصور الذي لا يملك أية خبرة كروية! وفي اطار قدرته الفذة على صناعة الخصوم، راح يتفاوض مع نجوم الاسماعيلي من خلف ظهر ناديهم، مضحيا بعشق جماهير الاسماعيلية للزمالك، لكن محمد عبد الله صدمه عندما رفض باصرار أن يذهب للزمالك وفضل الأهلي بسبب هذا المدرب الفاشل الذي كان قد اضطهده مع الاسماعيلي رغم أن عبدالله من المواهب النادرة في الكرة المصرية. ثم كانت مهزلته الكبرى عندما نزل بكأس اشتراه على حسابه ليمنحه لناديه في بطولة كرة اليد رغم أن المباراة الغيت والكأس منح للأهلي. لقد ذهب بعقلنا جميعا عندما رأيناه ينزل أرض الملعب في تهريج كبير، ويجري وسط لاعبيه احتفالا ببطولة لم ينلها، ويسلمهم كأسه ويحتفل به معهم! إنه كأس "مرتضى" الذي نتجرع مرارته جميعا الآن.. وهذه للأسف هي النماذج التي تدير أنشطتنا الرياضية، ثم بعد ذلك نبكي على ماض قد كان!!