قال الأنبا يوحنا قلتة، نائب بطريرك الأقباط الكاثوليك، ممثل الكنيسة الكاثوليكية المنسحب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور إلى أن الكنيسة أجرت الكثير من المباحثات بعد إعلان انسحابها للوصول إلى حل للأزمة، وأنه كان ضد الانسحاب من البداية وكان يرى أن الحوار يجب أن يكون مبدأهم وليس الانسحاب، إلا أن الكنيسة لم تكن تستطيع الاستمرار مع شعورها بالتهميش وعدم سعى أعضاء الجمعية إلى إصدار دستور توافقى ديمقراطى يرعى حقوق الأقليات مثلما يرعى حقوق الأغلبية، وأضاف أن أكثر ما كان يهم الكنيسة هو تحقيق العدالة الاجتماعية والتأكيد على كرامة الإنسان وحقوقه، إلا أنها للأسف لم تجد لهذه الحقوق أى صدى فى مسودة الدستور. واكد قلتة فى تصريحات لصحيفة «الشرق الأوسط» إنه يخشى قيام حرب أهلية بعد إصدار المسودة النهائية للدستور، ، مؤكدا أن نتيجة الاستفتاء محسومة من البداية، لأن الإسلاميين لن يغلبوا فى «التجييش» للتصويت ب«نعم» عليه مثلما حدث فى استفتاء مارس 2011، مؤكدا أن الكنيسة لن تتدخل فى قرار المسيحيين بالذهاب للاستفتاء من عدمه، ولن توجههم إلى التصويت ب«لا»، قائلا: «كل واحد وضميره». وقال قلتة إن «الكنيسة تشعر بالقلق على مستقبل مصر، والذى يشعر به أغلبية الشعب المصرى»، مشيرا إلى أن أكثر ما يؤرقه هو حدوث حرب أهلية فى ظل تعنت الكثيرين وإصرارهم على تغليب آرائهم، وخاصة أن التوقيت الحرج الذى سيتم فيه الاستفتاء على المسودة سوف يزيد من الانقسام فى الشارع المصرى. وأبدى قلتة استغرابه الشديد من تصريح الدكتور محمد الصاوى، المتحدث باسم الجمعية التأسيسية للدستور، أول من أمس، بأنه ممثل عن الكنيسة فى ظل غيابها داخل الجمعية، وأنه سيقوم بالتصويت على المسودة بدلا منها، وعلق قائلا «لم تكلف الكنيسة أحدا للتحدث باسمها ولا أصدق ما قاله الصاوى مع احترامى الشديد له، إلا أن ما قاله يعتبر تهميشا واضحا للكنيسة». وعن الدعوة إلى الاستفتاء على الدستور.