عندما شاهدت شخصيات ممن يسمون بالقوى الوطنية وهي تتزاحم أمام الكاميرات و الميكروفونات من أجل إعلان اعتراضها على قرارات الرئيس مرسي بإصدار الإعلان الدستوري الأخير ، ارتعبت وقلت في قرارة نفسي: " انتهى أمرك يا مرسي" ولكن سرعان ما تبددت مخاوفي بعد أن تفحصت جيدا في قائمة الشخصيات التي تداعت للظهور أمام الكاميرات في الندوة التي أعلنت فيها ما يسمى بالقوى الوطنية التصعيد حتى إلغاء الإعلان الدستوري المكمل ، فوجدت أنها شخصيات لا هي من النوعية التي تفعل ما تقول ولا هي من الشخصيات ذات الصوت المسموع والمصداقية المترسخة لدى الشعب المصري . هذا التزاحم وهذا التدافع اللذان شاهدهما الكثير من المتابعين سرعان ما اختفى عند أعتاب ميدان التحرير ، توقف عند حدود الدعوات فقط ، فلا من أعلن الاعتصام اعتصم ولا من دعا للتظاهر تظاهر، لذلك بدا أن عدد الخيام التي نُصبت في ميدان التحرير لم يتعدى عدد القوى والأحزاب التي دعت للاعتصام (لو أعطينا لكل فصيل سياسي خيمة فلن تكفيهم ) وثبت أن عدد المعتصمين نفسهم لم يتجاوز عدد الحاضرين في المؤتمر الصحفي الذي تلا إعلان التصعيد ضد قرارات مرسي... !! من المفترض أن الذي يدعو إلى الاعتصام أن يكون أول من يجلب أغطيته وبطانيته وفراشه لكي يكون على رأس المعتصمين ، والذي يدعو للتظاهر يجب أن يكون في الصفوف الأولى في المظاهرات ولكن أصحابنا كل واحد روّح على بيتهم بعد نهاية المؤتمر الصحفي لينعم بالدفء مع أهله وكأن مهمته انتهت ، وربما سيتكرم على "الثوار" بلحظات فقط في ميدان التحرير يقف من اجل البريستيج ومن اجل اخذ الصور وتسجيل مقابلات تلفزيونية وحوارات صحفية كل ما تسمع فيها عبارة " لن نقبل " على طريقة عادل إمام ... !!؟ يا جماعة : هل من الممكن أن نصدق أن رجلا مثل عمرو موسى تمرغ في فساد مبارك ظهراً على بطن ولم ينبس ببنت شفة و كان وزير خارجية المخلوع لسنوات ولم يقل يوما كلمة لا ...ثم يأتي اليوم ليعطي دروسا في الديمقراطية ؟؟ حتى عندما راح شمعون بيريز يستعرض ملكاته الإجرامية في مؤتمر دافوس الشهير لم يفعل كما فعل البطل اردوغان الذي انسحب من الندوة و لقن قبل أن ينسحب الرئيس الإسرائيلي درسا لن ينساه طول حياته ، في الوقت الذي لف فيه "البيه عمرو موسى " لفتين حول نفسه ثم عاد ليجلس مكانه ليسمع باقي محاضرة المجرم في تمجيد قتل الأطفال!؟ وهل من الممكن أن نتخيل أن رجلا مثل السيد البدوي سيعتصم ويترك قنواته ومشاريعه وبرامجه التافهة ...براج العهر والمجون والتي يجد نفسه مجبرا أن يشرف و يقف عليه شخصيا وهو الذي لم يعارض مرسي إلا لأنه يريد أن تستمر ويخشى عليها أن تتوقف ... !! إعلان البرادعي الاعتصام في ميدان التحرير حتى إسقاط الإعلان الدستوري لا يمكن تصنيفه إلا في سياق النكتة.. يا جماعة ..البرادعي ينفع يغرد على التويتر ، يلقي محاضرة في قاعة مكيفة ، أو يسافر على فينا ، أو يبصم بقبلتين على وجنتي انجلينا جولي كما فعل في فبراير الماضي خلال مهرجان برلين السينمائي ، أو يصرح بأن الشيوخ أراجوزات أو يستقوي بالخارج على الرئيس المنتخب أو يدعو الجيش للانقلاب على مرسي ...هذا هو آخر البرادعي ، أما أن يعتصم أو يتظاهر ويأخذ طوبة على رأسه أو يُعتقل ..."البوب " لا يقدر على مثل هذه الأمور وممكن يروح فيها ... !؟ أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]