عدد كبير من الزعماء العرب زاروا غزة أثناء الحرب، لم يكن بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس. لم يزر عباس غزة منذ استولت حماس على السلطة هناك,وطبقاً ل"بي بي سي "عربي ,تحتفل حماس بتحقيق ما اعتبرته نصرا على إسرائيل وتعد مواطنيها برفع القيود عن حركتهم بينماعباس يخاطر بفقد مصداقيته. ويتعرض عباس وتنظيم فتح في الضفة الغربية إلى ضغوط كبيرة للمضي قدما في مسلك دبلوماسي خطر، والتقدم للأمم المتحدة بطلب لرفع درجة التمثيل الفلسطيني فيها. في جامعة بيرزيت يناقش طلبة العلوم السياسية ما يترتب على الخطوة الدبلوماسية، ويعتقد الكثيرون أن الرئيس همش في الأيام الماضية. ويقول عبدالمجيد درويش "هذه الحرب أظهرت ضعف موقف عباس، لم يكن له أي دور بما حدث. كان صاحب القرار هو خالد مشعل. هذه هي الحرب الثانية في غزة التي لم يكن لا للسلطة ولا لفتح فيها اي دور". وتقول ميساء سالم "كلنا كنا نتوقع أن يتوجه عباس إلى غزة. يجب عليه أن يدعم شعبه ويظهر أنه رئيس لكل الفلسطينيين في الضفة الغربيةوغزة". الحليف الغربي الزائرون الدوليون، وبينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون جاؤوا إلى رام الله لمناقشة الوضع في غزة مع الرئيس عباس. والغرب، الذي يرى في حماس منظمة إرهابية، يرى في عباس شريكا له في العملية الرامية لتحقيق السلام، لكن الكثير من الفلسطينيين يرون أنه لم يعد يملك ما يخوله بذلك. لقد جمدت المحادثات مع إسرائيل قبل سنتين بسبب بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة. وأعلن عباس خطته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث طلب التصويت على قبول فلسطين كدولة بدرجة "مراقب"، غير عضو، ويتوقع أن يحصل على ثلثي اصوات الأعضاء في عملية التصويت التي ستجري في الجمعية في 29 نوفمبر. ويأمل الفلسطينيون أن يتمكنوا، بعد حصولهم على الوضع الجديد في الأممالمتحدة، من أن يلجأوا للمحاكم الدولية لمحاكمة أعمال إسرائيل. ويرى مستشار الرئيس، صبري صيدم، أن هذا هو الطريق الوحيد أمام عباس، ويقول "هو الآن، وبعد الحرب على غزة، مصر أكثر من أي وقت مضى على اللجوء للأمم المتحدة". ويضيف صيدم "يدرك الرئيس ان بعض البلدان ستعارض التصويت لكن هذه خطوة فلسطينية بالاتجاه الصحيح، حيث ستنقل الصراع من كونه "الإسرائيليين في مواجهة الفلسطينيين" إلى كونه "الإسرائيليين مقابل المجتمع الدولي". غضب اجتاحات الضفة الغربية موجات من الاحتجاج خلال الهجوم على غزة، وهناك إحساس بأن الهجوم وحد الفلسطينيينن وبدأوا يطالبون أكثر بالمصالحة بين الفصائل. أما التطور غير المتوقع فهو إعلان حماس والجهاد الإسلامي أنهما سيدعمان توجه عباس إلى الأممالمتحدة. وعودة إلى جامعة بيرزيت، حيث يقول بروفيسور العلوم السياسية فيها، جورج جقمان، إنه يمكن النظر إلى خطوة التوجه إلى الأممالمتحدة على أنها "مقاومة دبلوماسية"، ويقول "كدولة مراقبة غير عضو سوف تتمكن فلسطين من توجيه تهم لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب في المحافل الدولية، وهذه ورقة مهمة يستطيع الرئيس عباس أن يلعبها". وإذا نجح عباس في خطوته فسيعود الفلسطينيون، على الأغلب، للاحتفال في الشوارع، كما فعلوا عقب التوقيع على وقف إطلاق النار، وهو كفيل برفع شعبية عباس. لكن سيكون هناك ثمن، فالولايات المتحدة تعارض الخطوة بقوة ، أما الإسرائيليون فقد هددوا بأن هذه الخطوة ستكون بمثابة إلغاء لمعاهدة أوسلو الموقعة عام 1993. سيكون على عباس التفكير فيما اذا كان خلق ازمة جديدة يضاهي الامتيازات التي ستحققها خطوته.