ما يحدث الآن، هل هو رحمة من الله؟ أم بدأت تحل علينا لعنة الله بسبب أعمالنا وما يفعله السفهاء منا وبدأت الإشارات تأتى من الله واحدة تلو الأخرى وهى حتى هذه اللحظة مجرد إشارات ترسل من السماء كى نستفيق ويرجع سفهاؤنا عن غيهم وفسادهم وحربهم المعلنة على الإسلام نفسه، هل بدأت فعلاً إشارات الطامة الكبرى بسبب أعمالنا، أنا فى يقينى ليس لدى شك فى ذلك، وإن كنت أتمنى أن يخيب ظنى فى هذا الأمر، ولكن المؤشرات تسير بسرعة البرق إلى هذه الكارثة، فلو تدبرنا الأمر ودققنا جيدًا فى فهم أحداث الثورة المصرية التى مضى عليها سنتان كاملتان حتى هذه اللحظة نجد أن الثورة قامت وجرت أحداثها وترتيبها بفعل الله سبحانه وتعالى، صحيح أن الشباب هم من بدأوها وأن أى جماعة أو مجموعة أو حزب أو فرد يقول غير ذلك فهو مخطئ، ولا يفهم مجريات الأمور مطلقًا، والأحداث والمؤامرات التى جرت وما زالت تجرى تحبط فى كل مرة من قبل الله سبحانه وتعالى، وبالتالى لابد لنا جميعًا، الصالح منا والطالح، أن نستفيق حتى لا نستحق جميعا اللعنة من الله سبحانه وتعالى، ولا أريد أن أقول إنى أرى نزر شر كبير قد يقع فى هذا البلد، وانظروا إلى ما حدث فى اليابان من تسونامى، وما حدث منذ أسابيع قليلة فى أمريكا بسبب إعصار ساندى، اتعظوا لأننا لسنا عن ذلك ببعيد. إن حادث قطار الفيوم قبل أسبوع ومن بعده حادث استشهاد الأطفال وشباب فى عمر الزهور من حفظة كتاب الله قضوا جراء الإهمال، اللهم امنح أهلهم وذويهم الصبر والسلوان وصبر آبائهم وأمهاتهم وأهلهم جميعًا على تحمل هذا المصاب الجلل، وعزاؤهم أنهم سيكونون لهم شفعاء وعتقاء من النار بإذن الله يوم القيامة، أما عن المتسبب فى هذه الكوارث هو إهمال موظفين صغار استمرأوا الإهمال والاستهبال الذى كان سائدًا طوال العصر البائد ولم يستطيعوا أن يؤدوا عملهم بأى قدر من المسئولية، فالجريمة بشعة، والقتلة المتسببون فيها سائق الأتوبيس وعامل التحويلة، فأبسط قواعد القيادة هى طالما أنك ستعبر مزلقان سكة حديد أن تكلف نفسك التوقف لحظة والنظر يمينًا ويسارًا حتى تتأكد أنه لا يوجد قطار قادم من أى اتجاه وقد راح السائق ضحية إهماله، وإن كان عمره انتهى عند تلك اللحظة، أما عامل التحويلة لا سامحه الله، فإما أنه كان نائمًا أو غير موجود، أو لم يتلق أى إشارة من الملاحظ تفيد بأن هناك قطاراً قادماً من الأساس، لذلك وجب على فخامة الرئيس والحكومة أن تطهر الفساد الضاربة جذوره إلى الأعماق فى هذا البلد. وأثناء كل هذا وتلك، جرى الهجوم البربرى الإسرائيلى على غزة، وأنا لا أستبعد شبهة التواطؤ بين الإسرائيليين وبعض القوى الخارجية وذيول لهم فى الداخل على توريط مصر وإحراج الرئيس محمد مرسى وإظهاره بمظهر غير القادر على رد الفعل أمام هذه الهجمة البربرية، وإن كان رده إلى الآن جيدًا فى حدود الإمكانيات المتاحة على كل الصعد، وإن كان ما زال يملك من أوراق الضغط الكثير ليس فيها خيار الحرب، كما يتمنى البعض، حتى يقال هذا ما جلبه حكم الإسلاميين على مصر، ولكن الله خيب ظنهم إلى الآن وما زال المتاجرون حتى بالموت ودم الشهداء ينعقون كالغربان. وبرغم كل المصائب، إلا أن المؤامرة ما زالت تجرى على قدم وساق منذ تولى الدكتور مرسى مقاليد الرئاسة فى مصر ليس فقط لإسقاطه هو كرئيس للدولة ولكن لإسقاط الدولة والمجتمع وإغراقنا فى مستنقع الوحل من جديد وها قد جربنا أثناء حكم المجلس الأعلى للقوات المسلحة كانوا هم من ينادون بسقوط المجلس الأعلى للقوات المسلحة وكانت أحاديثهم كلها تدور حول الاتفاقيات السرية بين المجلس العسكرى والتيارات الإسلامية ووقع أعضاء المجلس الأعلى فى فخ العلمانيين والليبراليين، ونتيجة لقلة خبرة كثير من أعضاء المجلس بالتعامل مع الحياة المدنية وتعودهم على الانضباط العسكرى والتسلسل القيادى ولثقتهم فى كثير من الفلول أو الحرج الذى كان فيه قادتهم بين الثورة وبين نظام المخلوع، وبالتالى نشأ ما يسمى بالطرف الثالث والذى كان يلصق به كل الجرائم التى ارتكبت بعد تنحى مبارك عن السلطة، وللأسف حتى هذه اللحظة لم نعرف من هو الطرف الثالث للأسف، وإن تكشفت بعض الخيوط القليلة بعد القبض على نخنوخ الذى رأيناه على الهواء يهدد ويتوعد علنًا لواء شرطة وعضو مجلس شعب بالقتل من خلف القضبان وأمام الشرطة والقضاء والصحافة والكاميرات، أى فجور هذا. نأتى إلى جر الشكل المتمثل فى العلمانيين والليبراليين فى الداخل وتجسيدهم أبشع أنواع الخسة والعمالة ومحاولة تفجير الوضع الداخلى فى وقت أحوج ما يكون فيه الوطن والحاجة الماسة والملحة إلى السكينة والهدوء، ولكنهم أبوا أمام مناخ الحرية السائد الآن، إلا أن يستمروا فى غيهم إلى النهاية وتطاول السفهاء والعملاء على أعلى سلطة فى الدولة وأمام كل مرونة من الرئيس يفسرونها على أنها ضعف أو تراخٍ، ويزداد تبجحهم وسبابهم على كل ما هو إسلامى فى هذا البلد، والحقيقة يحسب للتيارات الإسلامية صبرهم وهدوءهم وتلقيهم الصفعات، الواحدة تلو الأخرى، حتى أنهم أصبحوا جميعا فى خانة المدافع عن النفس وفترت غيرتهم وقوة رد الفعل لديهم أمام هؤلاء السفهاء، وإن كنت أؤيد تريثهم وعدم استخدامهم العنف وتخليهم عنه تمامًا حتى أنهم أصبحوا هم من يتحرش بهم - بضم الياء - ولكنى أحذر المتطاولين وأصحاب الألسنة البذيئة بالهدوء وعدم الاستفزاز ولا يغرنكم حلم الحليم ولا تفسرونه على أنه ضعف وأنتم الأقوياء، هذا غير صحيح فليس لكم فى الشارع أحد لا وزن ولا قيمة.