فرانسوا ماري أرويه، المعروف باسم (فولتير(، كاتب فرنسي عاش في ما عرف باسم "عصر التنوير"، وهو أيضًا كاتب وفيلسوف ذاع صيته بسبب سخريته الفلسفية الظريفة ودفاعه عن الحريات المدنية خاصة حرية العقيدة، واتهم بالإلحاد. كان فولتير كاتبًا غزير الإنتاج، قام بكتابة أعمال في كل الأشكال الأدبية تقريبًا، فقد كتب المسرحيات والشعر والروايات والمقالات والأعمال التاريخية والعلمية، وأكثر من عشرين ألفًا من الخطابات، وكذلك أكثر من ألفين من الكتب والمنشورات. اشتهر فولتير كمدافع صريح عن الإصلاح الاجتماعي على الرغم من وجود قوانين الرقابة الصارمة والعقوبات القاسية التي كان يتم تطبيقها على كل من يقوم بخرق هذه القوانين، وباعتباره ممن برعوا في فن المجادلة والمناظرة الهجائية، فقد كان دائمًا ما يحسن استغلال أعماله لانتقاد دوجما الكنيسة الكاثوليكية والمؤسسات الاجتماعية الفرنسية الموجودة في عصره. وكان فولتير واحدًا من أبرز أعلام عصر التنوير إلى جانب كل من: مونسكيو، وجون لوك، وتوماس هوبز، وجان جاك روسو، حيث تركت أعماله وأفكاره بصمتها الواضحة على مفكرين مهمين تنتمي أفكارهم للثورة الأمريكية والثورة الفرنسية. ولد فرانسوا ماري أرويه في باريس في مثل هذا اليوم عام 1694، وعندما أنهى دراسته، كان قد عقد العزم على أن يصبح كاتبًا بالرغم من أن والده كان يريد أن يصبح ابنه محاميًا، ولكن فولتير الذي تظاهر بأنه يعمل في باريس في مهنة مساعد محامٍ، كان يقضي معظم وقته في كتابة الشعر الهجائي، وعندما اكتشف والده الأمر أرسله لدراسة القانون؛ ولكن هذه المرة في المقاطعات الفرنسية البعيدة عن العاصمة، ولكن فولتير استمر في كتابة المقالات والدراسات التاريخية التي لم تتصف دائمًا بالدقة على الرغم من أن معظمها كان دقيقًا بالفعل، وأكسبه الظرف الذي كانت شخصيته تتصف به شعبية في دوائر العائلات الأرستقراطية التي كان يختلط بها. دخل فولتير في مشكلات مع السلطات بسبب هجومه المتحمس على الحكومة وعلى الكنيسة الكاثوليكية، وقد أدت به هذه الأنشطة إلى التعرض مرات عديدة للسجن وللنفي. في عام 1718 اختار لنفسه اسم "فولتير" كاسم قلمي مستعار وكاسم يستخدمه في حياته اليومية، ويعتبر الكثيرون أن اتخاذه لاسم "فولتير" الذي جاء بعد الفترة التي تم فيها احتجازه في سجن الباستيل علامة على انفصاله الرسمي عن عائلته وماضيه. ثم دخل في صدام آخر تعرض على أثره للنفي، وبعد قضائه لفترة قاربت الثلاث سنوات في المنفى، عاد فولتير إلى باريس وقام بنشر آرائه حول الموقف البريطاني من الحكومة ومن الأدب ومن العقيدة في صورة مجموعة من المقالات التي تأخذ شكل الخطابات، ولأن فولتير قد اعتبر أن الملكية الدستورية البريطانية أكثر تقدمًا واحترامًا لحقوق الإنسان (خاصةً في الجانب الذي يتعلق بالتسامح الديني) من نظيرتها الفرنسية، فلقد لاقت هذه الخطابات اعتراضات كبيرة في فرنسا لدرجة القيام بإحراق النسخ الخاصة بهذا العمل وإجبار فولتير مرةً أخرى على مغادرة فرنسا. انضم فولتير لأشهر محفل ماسوني في فرنسا قبل وفاته بشهر، وتوفي في 30 مايو عام 1778م، وبسبب انتقاده المعروف للكنيسة الذي رفض أن يتراجع عنه قبل وفاته، لم يتم السماح بدفن فولتير وفقًا للشعائر الكاثوليكية، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمكن أصدقاؤه من دفن جثمانه سرًا في إحدى الكنائس الكبيرة في مقاطعة شامباين، قبل أن يتم الإعلان رسميًا عن قرار منع الدفن، وقد تم تحنيط قلبه ومخه بشكل منفصل. وفي يوليو من عام 1791، اعتبرته الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) واحدًا ممن بشروا باندلاع الثورة الفرنسية، وتمت استعادة رفاته للاحتفاظ بها في البانثيون )مقبرة عظماء الأمة) تكريمًا له، وتم الاحتفال بنقل رفات فولتير احتفالًا ضخمًا بوجود اوركسترا كاملة.