كشف البلاغ المقدم من خالد توفيق حسن - الموظف بالهيئة العامة للأرصاد الجوية - للنائب العام, واقعة فساد بالهئية التابعة لوزارة الطيران, بدأت في عهد الفريق أحمد شفيق - رئيس الوزراء السابق والمرشح الخاسر في سباق رئاسة الجمهورية -, ومستمر بعد الثورة, تسببت في إهدار 100 مليون جنيه على الدولة, بل وإن إهدار أموال الهيئة من خزانة الدولة سيستمر علنًا في الأيام القادمة, وسط تعنت وتعمد من وزير الطيران المدني الحالي المهندس سمير إمبابي, ورئيس الهيئة الحالي الدكتور أحمد حسين. وفور التقدم بالبلاغ أمر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود, بفتح تحقيق عاجل فيه, وكلف المستشار أحمد البحراوي المحامي العام الأول لنيابة غرب القاهرة بالتحقيق, والكشف على المستندات المرفقة بالبلاغ؛ للتأكد من صحة الواقعة, والنظر في طلبات مقدم البلاغ. ووفقًا للبلاغ والمستندات المقدمة, فإن الهيئة قامت بالتعاقد مع أحد المقاولين لبناء مبنى جديد خاص بإدارة الميكروفيلم وإدارة الأجهزة والمعامل, بدلًا من المبنى الحالي, في عهد "شفيق", ومن هنا فتحت خزائن الدولة لسرقتها بحجة بناء هذا المبنى الجديد. وتأتي أولى الوقائع أن هناك مبنى موجودًا بالفعل يتكون من طابقين بما فيهما الدور الأرضي, والذي يحتوي على 4غرف مخازن, والجراج الخاص بالدفاع المدني "المطافئ" وغرفة للمعيشة، والأرصاد، والمساحة العسكرية, والدور الثاني على إدارة الميكروفيلم، والكونة من حوالي 9مكاتب, بالإضافة إلى غرفة للجمعية الاستهلاكية للعاملين, ورغم أن المبنى سليم إلا أن مجلس إدارة الهيئة أصر على بناء مبنى جديد بحجة أن المبنى قديم ومعرض للانهيار؛ وذلك للتربح من وراء المبنى الجديد. فوفقًا لتقرير اللجنة المشكلة من حي "الوايلي", والذي حصلنا على نسخة منه, والذي أعده المهندسين وحيد فكري, ومحب صادق, فإنها توجهت في 20 ديسمبر عام 2011 إلى المبنى التابع لهيئة الأرصاد بشارع الخليفة المأمون بجوار وزارة الدفاع, بمنطقة كوبري القبة, وقامت بمعاينة المبنى. وأوضحت في تقريرها, والتي أصدرته في 25 ديسمبر, أن المبنى تم بناؤه في أواخر الستينيات, وأنه بحالة جيدة ولا يوجد أي احتياج للترميم أو الهدم لأي من أجزاء المبنى, حيث إن واجهة العقار جيدة, ولا يوجد به ميل أو هبوط, وإن الأساسات، والأعمدة، والكمرات، والبلاطات، والسلالم، والحوائط لا يوجد بها أية عيوب. ورغم هذا التقرير, إلا أنه تم التلاعب به وإصدار قرار إزالة له, لإنشاء حديقة مصغرة ونافورة مياة للزينة بدلًا منه, لتكون أمام المبنى الجديد, بل والمدهش أنه رغم قرار الإزالة المفترض أن يطبق الشهر القادم إلا أن رئيس الهيئة الحالي أصدر قرارًا في يونيو الماضي بتجديد غرفة صغيرة بأمر تشغيل حمل رقم "23 لسنة 2012", وتكلفت من 10 – 15 ألف جنيه من ميزانية الهيئة, مع علمه بقرار إزالة المبنى. ثم تأتي الواقعة الثانية والأخطر, وهي أن المبنى الجديد تم إنفاق مبلغ 85 مليون جنيه لإنشائه حتى الآن, ولم يتم تشطيبه أو حتى البدء في عمليات تشطيبه حتى الأن, وهو رقم فلكي, حيث إن المبنى يتكون من 3 أدوار فقط, ولو جهز بأحدث الإنشاءات والديكورات في مصر لن يتكلف أكثر من 10 مليون جنيه, وفقًا لما أكده الخبراء لمقدم البلاغ. وما يثبت ذلك أنه تبين أن المقاول الذي تولى إنشاء بناء المبنى الجديد هو "حمى" مهندس كبير ومسئول في الهيئة, وأنهما بالإشتراك مع مجدي عباس - رئيس مجلس إدارة الهيئة - وقتها وراء هذه العمليات لتحقيق أموال طائلة من ورائها, وأنه فتحت تحقيقات داخل الهيئة بعد اكتشاف الواقعة, وتم تشكيل لجنة مفاوضات مع المقاول, وانتهت بثبوت إدانة المقاول واستيلائه على أموال دون وجه حق بأكثر مما هو متفق عليه, وقام المقاول بإعادة 7 مليون جنيه لخزانة الهيئة, وتجميد التحقيقات المفترضة معه من قبل النيابة العامة, لثبوت الواقعة, بل واكتشف أيضًا أنه لم يلتزم بمواصفات البناء التي كان متفق عليها ولا حتى في الأساسات. و تأتي المفاجأة, بأنه رغم اكتشاف الواقعة، وإعادة الأموال المنهوبة يتم تكريم رئيس الهيئة السابق, ليصبح مستشار الوزير الحالي بدلًا من محاكمته, و"يجمد الملف" دون إحالته للنيابة, بل وتأتي المفاجأة الكبرى أنه يتم حتى الآن عمل خصومات من ميزانية الهيئة بحجة الإنفاق على المبنى, لصالح المقاول بموجب أذونات صرف "مستخلصات بناء", بالرغم من ثبوت إدانته بالحصول على أكثر من قيمة المباني, المتفق عليها, ورغم ذلك فإن عمليات البناء لا تتم, دون أي رقيب. وأوضح مقدم البلاغ أن عملية إهدار الأموال من خزينة الهيئة مستمرة لوجود مصالح مع رئيس مجلس إدارتها الحالي, الذي رفض فتح التحقيق أو وقف نهب الأموال؛ وذلك لوجود مصالح تمرر "من تحت الترابيزة", ووجود مسئولين منتفعون حاليون ما زالوا في الهيئة. وطالب بالتحفظ على ملف عملية المبنى الموجود حاليًّا في إدارة المشتريات, وذلك بقرار من النيابة العامة حتى لا يختفي, كما كان يحدث, بأن كانت بعض الملفات تختفي من إدارة المشتريات بشكل متعمد لإخفاء وقائع فساد, وكان يتم مجازاة الموظف بخصومات، وترفع بعد الصفقة المشبوهة, وكذلك وقف المناقصة التي تجري الأسبوع الحالي لهدم المبنى القديم خلال أيام.