لو أنك سألت أي خبير تعليمي في العالم في أي زمن كيف أقيس إن كان التلميذ قد حصل على تعليم متميز حقاً؟ فأعتقد أن الإجابة ستكون أن يستفيد من المعلومة بطريقة تغير حياته للأبد . هناك صورة بألف مليون كلمة نشرتها بعض المواقع الإخبارية لفاجعة قطار أسيوط المروعة وتظهر تلك الصورة القطار وقد علا ركام العربية وجانبها الأيمن حيث طار سقفها تماماً وتحطمت المقاعد وإنزوت وعلى يمين السيارة التي نصفها لا يزال تحت عجلات القطار كتب بحروف بيضاء "تعليم متميز" لكن ما هو الدرس الحقيقي الذي خرج به أبنائنا المنتقلون لرحاب الله شاكين له ظلم العباد الليلة؟ ما هو "المستفاد من القصة" حقاً؟ هل أن ثمن الروح البريئة التي لم تدنسها الآثام في مصر أقل من نصف ثمن "جاموسة" إن كثير من الناس يعقدون الليلة مقارنة بين سعر الآيفون وتعويض "الرأس" في بلد الثورتين ، إن الناس في "المندرة" لا يعرفون الآيفون ، بني المقتول غدراً بيد دولة "الإهمال" إن ثمنك لدى حكومة الثورة أقل من نصف ثمن جاموسة ويزيد قليلاً عن ثمن خروف اليوم أنا على يقين بأن هذا درس غير حياتك .... لن أحتاج لأن أعلمك قيمة الدم بأشعار أمل دنقل عن الجوهرتين ..من سيعطيك الجواهر؟ لعل أمل لو كان حياً لصاغها أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت خمسة آلاف جنيه مكانهما هل ترى ؟ الكرامة لا تشترى ............. أم أن المستفاد يا بني أن الكرة أهم من الإنسان؟ لعلك ظننت لفرط برائتك أن الصارخين في شوارع القاهرة بالأمس كانوا يشقون جيوبهم ويلطمون خدودهم أسفاً على دمك المسكوب يتذكرون حزن يعقوب وقد أكل لحمك ذئاب الفساد لعل رأسك الصغير الذي حطمه حديد القطار الصدئ لم يفهم للوهلة الأولى كيف يهتف هؤلاء فرحاً ودمك ما زال رطِباً؟ كيف يهللون بحياة "الأهلي" وينسون "الأهل" كيف يغنون "لنادي الوطنية" وينسون "الوطن"؟ لعل الجواب الذي غير حياتك الليلة لتصير يا بني للعدم هو أن مليونيرات الكرة أهم منك ............. هل إستفدت شيئاً عن الرخص ؟ هل تعلمت كيف أن الإنحطاط لا يتعلق بفصيل ولا إتجاه؟ كيف أن بعض الإسلاميين يمكنهم أن يكونو بنفس إنحطاط أعدائهم ؟ هل رأيت كيف خرج بعض الكذابين الليلة ليصرخو ويشقوا جيوبهم كذباً على مأساة ضياع إبنهم الثمانيني القابع في مستشفى السجن المكيف وكيف أنه أفضل من القابع في زنزانة الحكم؟ أم أدهشك رِخصنا نحن؟ ألم يدهشك الليلة قياسات بعضهم عن "شعب" عمر؟ ألم ترى كيف قضى بعضهم الليلة يفندون أثر "البغلة" التي لو عثرت لسئل عنها الأمير ؟ ونسوا قاتلهم الله كيف أنه هو نفسه القائل في دم الصبي "لو إشترك فيها أهل صنعاء لقتلتهم ............... هل إستفدت يا صغيري شيئاً عن الصدق والكذب؟ هل رأيت كيف إستمر إجتماع أردوغان؟ وكيف عقد مؤتمره الصحفي ؟ وكيف ظهر وزراؤنا الأبطال بلا مشهد من أسى ليشهدوا "منافع لهم" ؟ هل رأيت كيف تجاهلك شيخنا الدكتور الطيب فلم يكلف نفسه حتى عناء الذهاب لأبيك ليعزيه فيك؟ هل رأيت أن المسئول الوحيد الذي دمعت عيناه أسفاً لما جرى لك يا بني الليلة كان مفتي الجمهورية ؟ بينما كل مسئولي الدولة ظهروا بوجوه "بالغة المرونة" ......... إن الأطفال لا يستطيعون الكراهية ...إنهم لا يعرفون سوى الحب أو الخوف