فى الوقت الذى تشن فيه إسرائيل عدواناً دموياً على قطاع غزة خلف ما يقرب من 90شهيداً فإن وزارة الزراعة فى مصر تضرب الحائط بمشاعر الشعب المصرى عبر لجنة مبيدات مكافحة الآفات الزراعية بوزارة الزراعة فى تسجيل وإقرار مجموعة من المبيدات الإسرائيلية السامة بالرغم من إصدار وزارة الزراعة الإسرائيلية قرارًا يقضى بمنع استخدامها وهو موقف شاطرته إياه الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى. وأقرت اللجنة مجموعة من المبيدات الفسفورية والتى ثبت خطورتها وسميتها الشديدة على الصحة العامة ومن بينها مبيد "النيماكور الإسرائيلى" والذى يستخدم فى مكافحة الديدان الأرضية خاصة دودة "النيماتودا"، ووفقا لسجلات لجنة المبيدات فإن المبيد مسجل برقم 60 باسم " نيماكور10% GR". قال الدكتور شوقى الدبعى، المسئول الإقليمى لوقاية النبات لإقليم الشرق الأدنى بمنظمة الفاو، إن المبيدات الفسفورية هى مركبات قديمة وذلك نتيجة لظهور أنواع جديده أقل منها سمية على الإنسان والبيئة، مشيرًا إلى أن الاتجاه العالمى يذهب إلى إلغاء استخدامها والتوصل إلى بدائل أقل منها سمية وأكثر آمانا. وأشار إلى أن هناك أنواعاً عديدة من المركبات الفسفورية أصبح محظوراً استخدامها دوليًا، موضحًا أن تلك المبيدات استخدمت خلال السبعينيات كبديل للمبيدات الكلورونية المسرطنة ومن أمثالها مبيد " DDT" و"الألدرين" وهى مبيدات أقل سمية من نظيراتها الفسفورية إلا أن بقاءها فى التربة لفترة طويلة قد تمتد إلى عدة سنوات وبطء تحللها بجانب إمكانية تسربها إلى الماء فكان لابد من التوصل إلى مركبات سريعة التحلل وكانت هى "المبيدات الفسفورية". وأوضح أن من بين المبيدات الفسفورية التى تم حظر استخدامها عالميا هو مبيد "النيماكور" وذلك نظرًا لخطورته الشديدة على الجهاز العصبى وبصفة خاصة فى حالة تعرض مَن يتعامل معه لجرعة زائدة، لافتا إلى أن الفاو تلعب دورًا حيويًا فى مواجهة سوء استخدام المبيدات فى العالم، وذلك من خلال عقد الندوات التى تهدف إلى رفع كفاءة الدول فى التعامل مع تلك المواد الخطرة وتشجيع استخدام المكافحة الحيوية وكيفية التخلص من المبيدات المهجور. ويتفق الدكتور جمال أبو المكارم رئيس جامعة المنيا الأسبق وخبير المبيدات مع مسئول الفاو فيما ذهب إليه من خطورة المبيدات الفسفورية على الصحة العامة لما تسببه من آثار خطيرة على الجهاز العصبى، مشيرًا إلى أنها من المبيدات التى قد تتسبب فى الإصابة بالسرطان. وأوضح أن المبيدات الفسفورية تحتوى على أنواع من المركبات شديدة الخطورة مثل مركب الفوسفين، والذى يؤدى إلى الإصابة بسمية عصبية متأخرة والتى تمثل خطورة شديدة على صحة الإنسان، مؤكدا أن ذلك المركب بخلاف كافة المبيدات الفسفورية والتى تظهر أعراض الإصابة بها خلال 24 ساعة حيث لا تظهر أعراض التسمم نتيجة للتعرض له إلا بعد 40 يومًا. وأشار إلى أن التوجه الدولى ينحى إلى الابتعاد عن استخدام كافة أنواع المبيدات الحشرية السامة أو شديدة السمية أو شديدة الخطورة سواء كانت الإصابة بها مباشرة أو عن طريق التأثير التراكمى للمبيد مثل ظهور أورام سرطانية.