لا أشك أن هذا المسلسل من المقالات سيثير جدلا شديدا بين المسلمين في شرقنا الأوسط، بل قد يثير استياءاً وإنكاراً وإعراضاً بين العديد منهم خاصة في أوساط شبابنا المسلم، ولكن البحث عن الحق والكشف عن الحقيقة أغلى وأحب إلى النفس من الترويج لوهم وإن كان وهما محبباً إلى النفس مرضيا للذات. ومما لا شك فيه أيضا أن جهاد مجاهدينا في العراق وأفغانستان والشيشان وغيرها من الأراضى الإسلامية التي روعتها قوى الصهيونية الصليبية المجرمة، فهو ليس محل تشكيك أو تهوين، فالنتيجة المستخلصة من هذا المقال لا تقلل من روعة جهاد هؤلاء الأساور الذين يردون كيد المعتدين في أنحاء الأرض الإسلامية. فهذا المقال يتناول الرد على سؤال طرأ على الكثير من العقول وحامت حول إجابته الكثير من الشبهات إذ إن الردّ عليه بشكل غير ما قدمته للناس وسائل الإعلام المجرمة يؤدى إلى تصور جدّ مختلف لعالمنا كله شرقيّه وغربيّه، أبيضه وأسوده، وهو ما لا تقوى الكثير من العقول على تحمّله، فإن تحمّل الحقيقة يحتاج إلى نفس صابرة أقوى ما يكون الصبر وعقل واع أشد ما يكون الوعى. ولهذا فإن الكثير من الناس يفضلون أن يعيشوا تحت الوهم المريح من أن يحيوا تحت ثقل الحقيقة المروعة. وإنني أحسب أن بيننا الكثير ممن يريد الكشف عن الحقيقة وراء أحداث سبتمبر، من الفاعل الحقيقي؟ • أهي جماعة القاعدة بقيادة أسامة بن لادن وبإشرافه وتوجيهه، • أهي جماعات تعمل بنفس ايديولوجيتها وإن لم تنضوى تحت قيادتها؟ أم • إن المسلمين ليس لهم في هذا الأمر ناقة ولا جمل، فيعود الأمر إذن إلى التساءل: من إذن المسؤول؟ وما سنتناوله بالنظر هنا ليس نظرية، فإن النظرية تنبني على فرضيات إما أن تعضدها الحقائق أو تخالفها، وإنما سنقدم حقائق ثابتة مدعومة بالصوت والصورة والتسجيل، لا يختلف عليها عاقلان. ومما تجدر الإشارة اليه أن هذا العرض لأحداث 11 سبتمبر مطروح في الغرب، سواء أوروبا أو أمريكا بشكل واسع، تتحدث عنه الصحافة "غير الحكومية" ويبحثه الباحثون عن الحقيقة في العديد من البرامج وينشرونه على النت ويوزعونه على الأقراص المبرمجة. فهو إذن عرض موجود على أرض الواقع، إلا في شرقنا الأوسط، لأسباب سنتناولها في نهاية المقال إن شاء الله. ونبدأ عرضنا لهذه الحقائق بأن نذكّر القارئ بهذه الصور المفزعة التي شاهدها العالم حيّة على التلفاز لهذه الأبراج العالية وهي تترنح من صدمة الطائرات التي صدمتها في جزئها الأعلى، ثم تسقط بعد عدة دقائق جملة واحدة، ثم الهرج والمرج الذي عاشه الألاف من سكان هذه المنطقة المنكوبة خلال الساعات والأيام التالية حتى إنقشع الغمام وارتدت الأرواح في النفوس. هذا هو القدر المشترك المتفق عليه بين ما زعمته وكالات الأنباء "العالمية" المرتبطة بالحكومات الصليبية، وبين الآخرون الباحثون عن الحقيقة، أن هذه الأبنية قد تعرضت لهجوم من نوع ما ثم انهارت. ما طبيعة هذا الهجوم، ومن المنفذ له، وبأي أداة نفذه المتآمرون؟ وما الدافع وراءه؟ ومن المستفيد منه؟ ومن الخاسر الأكبر فيه؟ لم يتفق الفريقان على أي إجابة لهذه الأسئلة كما سنرى.