إذا افترضنا جدلا أننا أردنا تعريف الأمة الإسلامية على ويكبيديا ..الموسوعة المعرفية على الشبكة العنكبوتية ..فماذا سيكون أنسب تعريف لها ? ..أتصور أننا سنكتب : ( أنها شعوب تدين بالدين الإسلامي اسما...و لا تفعل شيئا في حياتها سوى أنها تنام لتستيقظ صباحا كي تحصي أعداد قتلاها وجرحاها ..ثم تستمتع مساء بمتابعة مشاهد قتلهم على شاشات فضائياتها ) - إذا سألتك ما هو الفرق بين الشاب الملتزم دينيا والغير ملتزم ?...أعتقد أن الإجابة ستكون ( هو أن الأول لا يمانع في أن يقتطع جزء من وقته لمتابعة صور إخوانه في الأمة سواء في فلسطين أو سوريا أو بورما وهم يقصفون و يقتلون ويذبحون ..حتى أصبح الأمر جزء من برنامجه اليومي ..بينما الآخر ..أعصابه الضعيفة ومشاعره المرهفة لا تسمح له بذلك ) . - بعد مشاهد القصف الشنيعة في سوريا وأعداد القتلى التي فاقت الحصر ..هل ثمة فرق بين الحال في سوريا عنه في فلسطين ? ... بالتأكيد ..على الرغم من أن العدو الأسدي يقاتل بنفس أسلحة معلمه وولي نعمته العدو الصهيوني ..إلا إن شهادة الحق تقتضي منا أن نقول أن التلميذ قد تفوق على الأستاذ ..وهنا لابد أن نسجل نقطة إنجاز تفوق فيها العرب على اليهود . - هل يمكن أن يكون عصر مبارك يحمل إحدى الميزات النسبية لكل الملتزمين والإسلاميين في مصر والتي لا يجدونها في عصر سيادة الرئيس محمد مرسي ? أتصور ذلك ..لأنه على الرغم من فساد مبارك المريع وحربه الشعواء على كل ما هو إسلامي أو يمت للإسلام بصلة ..وعلى النقيض تماما نجد الرئيس مرسي مثالا للنموذج الإسلامي الشريف والرائع ...إلا أن الإسلاميين وأنا منهم كانوا يجدون في أنفسهم مبررا وعذرا لعدم نصرتهم لإخوانهم المستضعفين في فلسطين وباقي دول العالم...على الأقل مبررا يقنعون به عقولهم كي يستطيعوا النوم ..أما الآن فلا ... - لهواة أفلام التشويق والحركة ..ما هو الأفضل لمتابعته في سهرة اليوم ? أنصحكم بمتابعة قناة العربية للأخبار ..أما أصحاب القلوب الجريئة فلن يجدوا أكثر إثارة من قناة الجزيرة من قطر..الأيام القادمة ستشاهدون أقوى أفلام الإثارة والدماء على شاشتها ..فيلم من أجزاء متعددة سيستمر أياما وأيام ..ولن يقل إثارة عن الفيلم الذي تابعتوه في ديسمبر من عام 2008 وكان بعنوان ( الرصاص المصبوب ) ..أما فيلم اليوم فهو بعنوان ( عامود الغيمة ) و تحكي قصته رغبة العدو الصهيوني في القضاء على جميع أبطال المقاومة في فلسطين..وتقع أحداثه أيضا على أرض غزة , وأبطاله بالطبع هم الجيش الإسرائيلي و كتائب حماس ومعهم كل العائلات الفلسطينية بنسائها ورجالها وأطفالها وحتى عجائزها ..وقد بدأت أولى أحداثه بقتل البطل المغوار ..مهندس أشهر العمليات العسكرية الفلسطينية ضد إسرائيل وقائد عملية إختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط وكان المسئول الوحيد عن إخفاء الجندي عن أعين واحد من أقوى أجهزة المخابرات في العالم وهو جهاز الموساد لمدة 4 سنوات كاملة ..وكان السبب في تحرير ما يقرب من ألف ومئة أسير فلسطيني في أكبر عملية تبادل للأسرى ..الشهيد البطل القائد العام لكتائب عزالدين القسام ( أحمد الجعبري ) ..لا يفوتكم متابعة الحدث المثير . _ يا ترى ما هي مهمة برامج التوك شو في الأيام القادمة ? من متابعة خبير ببرامج التوك الشو المصرية ..أتصور أنها ستدور حول سيناريو واحد من اثنين : 1- إما انتقاد الرئيس مرسي بشدة لموقفه المتخاذل تجاه القضية الفلسطينية وضرب غزة 2- أو انتقاد الرئيس مرسي أيضا بشدة تجاه موقفه المتهور الذي قرر به نصرة القضية الفلسطينية واتخاذ خطوات لدعم إخواننا في فلسطين - يا ترى ما هو الرد المصري الأنسب الآن على الإجرام الإسرائيلي وعدوانها الغاشم على غزة وإخوتنا في فلسطين الحبيبة ? بصفتي لست خبيرة عسكرية أو حتى سياسية ..فأنا لا أدري ما هو الرد الأنسب ..ولكن ما أعلمه وأتيقن منه ..أن الشجب والإدانة أو حتى سحب السفير ..ليس هو الرد الذي ينتظره الشعب المصري أو يقنع به ..ذلك الشعب الذي حينما سئل من عدة سنوات في أحد استطلاعات الرأي التي قامت بها منظمة مدنية تابعة للأمم المتحدة عن أهم مشكلة يراها من وجهة نظره تقابل الإنسان المصري ..وكان الاستطلاع تم في عهد مبارك بفساده و فقره وضنكه ..كانت إجابة الأغلبية منهم تقول ( الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين ) ... لذا ففي هذا السؤال الأخير تحديدا لا أملك إلا أن أنتظر الرد من الرئيس محمد مرسي ...وأتمنى أن يكون ردا لا يبتغي به سوى رضا الله عز وجل ...وألا يفكر مطلقا في رضا الناس ...فمهما فعل ...ستظل طائفة من الناس لن يرضيها ما يفعله ..أيا ما كان ..وستحاربه في كل الأحوال ...فليرض الله وحسب ..ولينصر إخوتنا في فلسطين ..ويشفي صدور قوم مؤمنين . أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]