ارتفعت حدة التوتر بين حزبي الوفد والعربي الناصري في الفترة الأخيرة بعد رفض الأخير تأييد الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد في انتخابات الرئاسة، فضلا عن قيام العديد من أقطاب الحزب الناصري بتوجيه انتقادات عنيفة لجمعة بدعوى أن قراره خوض الانتخابات أدى لشق صف أحزاب المعارضة الرئيسية التي كانت تتطلع لاتخاذ قرار جماعي بالمقاطعة . وكشفت مصادر داخل الحزب الناصري ل " المصريون " أن جمعة عقد في الأيام القليلة الماضية عدة اجتماعات سرية مع كل من ضياء الدين داود الأمين العام للحزب وكل من حامد محمود وأحمد حسن وكيلي الحزب للبحث في إمكانية تراجع الحزب عن مقاطعة الانتخابات الرئاسية وتأييد مرشح حزب الوفد ، مشيرة إلى أن هذه المفاوضات كادت أن تنجح لولا رفض العديد من أقطاب الحزب تأييد جمعة خصوصا بعد قيام جمعة بتوجيه انتقادات شديدة إلى ثورة يوليو وتحميلها مسئولية الكوارث التي تعاني منها مصر مما أوصد جميع الأبواب أمام تغيير موقف الحزب الناصري والعدول عن مقاطعة الانتخابات. واعترف ضياء الدين داوود رئيس الحزب الناصري بأنه كان هناك اتجاها قويا من جانب الناصريين للتراجع عن خيار المقاطعة وتأييد الدكتور نعمان لولا الانتقادات الشديدة التي وجهها جمعة للحقبة الناصرية وإلقاء اللوم عليها فيما تعانيه مصر من مشاكل سياسية واقتصادية مزمنة. واستبعد داوود أن يسهم هذا الموقف في قطيعة بين الحزبين ، لافتا إلى أن المقاطعة كانت الخيار المفضل للحزب الناصري بسبب رفضه لتعديلات المادة 76 وما تلاه من تجاوزات غداة الاستفتاء على هذه التعديلات ، وأوضح أن القطيعة لن تكون في مصلحة الحزبين أو الحياة السياسية في مصر عموما. من ناحية أخرى ، علمت "المصريون" أن الدكتور جمعة أصدر تعليمات لقادة حملته الانتخابية بالكف عن توجيه انتقادات للحقبة الناصرية والبعد عن المس بشخصية الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في ظل عدم يأسه من إمكانية معاودة الحزب الناصري لموقفه وتأييده له في الانتخابات الرئاسية.