أكد النائب فؤاد بدراوي عضو الهيئة العليا لحزب الوفد أنه طلب خلال الاجتماع الأخير الذي عقدته الهيئة العليا للحزب من الدكتور نعمان جمعة أن يقدم استقالته من رئاسة الحزب ، بعد الهزيمة الثقيلة التي مني بها في انتخابات الرئاسة ، والتي لا تليق باسم وتاريخ الوفد. وقال بدراوي ، الذي يشغل أيضا نائب رئيس الهيئة البرلمانية للحزب ، إن غالبية قواعد الوفد الشعبية بالمحافظات طالبت باستقالة رئيس الحزب بعد حصوله على المركز الثالث في قائمة المرشحين للرئاسة وعدم تنفيذ ما وعد به بأنه سوف يكتسح الانتخابات ، واعتماده على مجموعة من المقربين والمستفيدين من وجوده على رأس الحزب. وأضاف بدراوي " كنا سنتوقع أن يبادر رئيس الوفد بتقديم استقالته أولا ونعرضها للمناقشة داخل مؤتمر عام طارئ للوفد وليس من خلال اجتماع تنظيمي للهيئة العليا " . وأعرب بدراوي عن دهشته لبعض قرارات رئيس الوفد التي تخالف قيم الحزب ومنها موافقته على عودة النائب السابق محمد فريد حسنين الذي فصله من الحزب لعضوية الحزب مرة أخرى بعد تبرعه بمبلغ 50 ألف جنية ونسى أنه أعلن من قبل إن حسنين لن يعود للوفد إلا على جثته. وطالب فؤاد بدراوي بتشكيل لجنة من أعضاء الهيئة العليا لإدارة شئون الحزب خلال المرحلة المقبلة والاستعداد لانتخابات مجلس الشعب وتعديل لائحة الحزب وتنقية الجمعية العمومية والدعوة إلى جمعية عمومية لانتخاب هيئة عليا ورئيس حزب جديد. من ناحية أخرى ، كشفت مصادر مطلعة داخل حزب الوفد أن أسهم الدكتور محمود أباظة نائب رئيس الحزب قد ارتفعت بشدة في الأيام الأخيرة لخلافة الدكتور نعمان جمعة في رئاسة الحزب ، مشيرة إلي أن الصورة الجماعية التي جمعت أعضاء اللجنة العليا للوفد لنفي وجود أي انشقاق داخلي لا تعكس حقيقة الصراع المحتدم بين أقطاب الحزب . وأوضحت المصادر أن العديد من كبار رموز الوفد يعتبرون أن الدكتور محمود أباظة الأحق بقيادة هذا الحزب خلال المرحلة المقبلة بدلا من نعمان جمعه ، الذي هوي بالحزب إلي الحضيض خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة ، مشددين علي أن جمعة لا يصلح لقيادة الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة . وكان نعمان جمعة قد عقد مؤتمراً صحفياً عالمياً لشرح ملابسات النتائج الضعيفة التي حققها في انتخابات الرئاسة ، غاب عن المؤتمر د. محمود أباظة نائب رئيس الحزب ود. السيد البدوي السكرتير العام للحزب . وقال نعمان في حسرة عبرت عنها ملامح وجهه " إنهم خدعونا لكي نخوض الانتخابات الرئاسية.. وكادوا يفعلون لنا "عجين الفلاحة" لنخوضها ونجمل وجوههم.. ورغم ذلك أهانونا بهذه النتيجة والتي وصفها بالمصنوعة. وبرر د. نعمان هزيمته وحصوله علي 208 آلاف صوت في الانتخابات بأكثر من سبب في مقدمتها سوء الجداول الانتخابية والتزوير وعدم تكافؤ الفرص خاصة في الإمكانات ، ومساندة المليارديرات لمرشح الحزب الوطني في الانتخابات ، محذرا من سيطرة رأس المال علي السياسة . وأعلن رئيس الوفد أن الحزب سيخوض انتخابات مجلس الشعب ، لافتا إلي أنها " معركة مختلفة تماماً.. المرشحون فيها يدافعون عن الصناديق ويحرسونها ويحاربون من أجلها لأسباب ليست حزبية.. ولكن لأسباب عصبية وقبلية.. لذلك ندرس أوجه القصور والسلبيات بعناية فائقة ونستعد لانتخابات مجلس الشعب ". وطالب جمعة بحكومة محايدة لإدارة انتخابات مشيراً إلي أن حزب الوفد ربما يكون مضطراً إلي تكوين جبهة للمعارضة في تلك الانتخابات خاصة مع الحزب الناصري وحزب التجمع وأي قوي أخري في حالة عدم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة بالقائمة النسبية غير المشروطة .