لا أؤيد حكاية المناظرات بين الساسة المصريين وفصائل المنتمين إليها؛ لأنها في النهاية تنقلب إلى مهاترات، ولن تخدم مصلحة الوطن كما يريدها المخلصون من أبناء الوطن.. كما يفعلها الأوربيون والأمريكيون مثلًا. كل طرف يريد أن ينتصر لرأيه ويريد أن يسحق خصمه، بالحق والباطل، وقد استمعت إلى مناظرات سابقة لرموز سياسية كنا نعدها كبيرة الحجم بكبر أسمائها ومناصبها وتاريخها الطويل في العمل السياسي ثم طلعت "فشنك" أي خواء، وسقط أصحابها من عيوننا ولن تقوم لهم بعد هذا "قومة" أخرى ولو كونوا أحزابًا سياسية أو حاولوا أو يوهموا الشعب أنهم أصحاب آراء ومبادئ ووطنية أكثر منا جميعًا. وقد تابعت على مدار اليومين الماضيين دعوة الشيخ حازم أبو إسماعيل المرشح السابق للرئاسة لمناظرة بعض الليبراليين، وبالرغم من ثقتي في ثقافة الرجل الكبيرة وحضوره الإعلامي الطاغي، وتمكنه من علومه الشرعية والقانونية وإلمامه بالشؤون السياسية، إلا أنني أقولها له "لا تناظر" كما قالها "أمل دنقل" من قبل لأنور السادات "لا تصالح.. لاتصالح".. أبو إسماعيل يدعو للمناظرة ويجدد الدعوة ويتحدى ويظهر في الفضائيات يجدد الدعوة ويجدد التحدي أيضًا، والطرف الآخر تارة يتهرب – حسب ما قال أبو إسماعيل- وتارة يقبل وتارة يتحدى هو الآخر. فمنى عامر -المتحدث الإعلامي للتيار الشعبي المصري- تقول: إن التيار لم تصله أي دعوة من حملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل لعقد مناظرة مع "حمدين صباحي" نافية ما صرحت به حملة أبو إسماعيل حول دعوتها لصباحي لعقد مناظرة سياسية معتبرة أنه كلام ليس له أي أساس من الصحة. ثم بعد ذلك تقول: إن "حمدين صباحي" أعلن أنه يرحب بأي مناظرة مع أي شخص بشرط أن تكون المناظرة على أساس سياسي وليس على أساس ديني سواء كان الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل أو غيره من مرشحي الرئاسة السابقين، وقال أيمن إلياس مدير حملة الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل: إن استمرار "حمدين صباحي" في عدم التجاوب مع الدعوات لمناظرة أمام الشيخ أبو إسماعيل هي محاولة هروب من الأسئلة المباشرة حول الشريعة الإسلامية ومواجهة الجماهير بها".. للأسف مفهوم المناظرة لدى الشعب مغلوط، فبعضنا يراها أنها انتصار لطرف على الآخر بالحق أو بالباطل والمهم أن الطرف الأول يسحق الثاني ولا يبقى له أرضًا صلبة يقف عليها، وقد رأيت في مناظرات مصرية سابقة من أحضر شهادات طبية لأحد المرشحين متهمه بأنه مريض ولا يصلح للرئاسة ثم شاءت إرادة الله أن يكون من اتهموه هو رئيسهم ورئيس الشعب ثم بعدها أشادوا به كثيرًا وطلعوا به السماء السابعة ونسوا ما قالوه عنه ووصفوه به. وحاد آخر في مناظرة سابقة عن هدف المناظرة بينه وبين المرشح المنافس له، فقام بالتهكم على الإخوان والانتقاص منها مع أن المسألة لم تكن تستدعي التطرق لهذا الأمر والمناظر الآخر لم يكن مرشحًا من قبل الإخوان بل أن الإخوان أنفسهم رشحوا ضده من يضعف أوراقه.. إن الملايين من الأمريكان تابعوا مناظرة" أوباما ورومني" في الجولتين وكانت المناظرة كلها حول البرنامج الانتخابي والسياسة ومناقشة الواقع الأمريكي المحلي والعالمي ولم يجرح أحد منهم الآخر ولم يخرج له شهادة صحية تفيد بأنه كان مريضا ويعالج وكأن المرض أمر بيده هو لا بيد خالق المرض والبشر. يا سادة يا كرام: إن المناظرة ليست عداءً أو مباراة مصارعة سواء كانت مصارعة ديكة أو مصارعة بشر في أثواب ثيران بشرية، وليست شتائم أو سبابًا أو نبش في سيرة من أمه أمريكية أو أمه مصرية أو أبوه سوري أو يوناني، لكن المناظرة هي عقلك أيها المناظر تطرحه على الناس فاحرص على أن تعرض عقلك بما يدل على شخصيتك، سيما وأنت تقول للناس إني أريد أن أترشح لأكون رئيسكم وحامل راية مصر باسمكم. ◄◄آخر كبسولة: ◄ قناة السويس تحقق إيرادات 4 مليارات دولار ونصف في 10 أشهر. = ومزيد من التفاصيل للخبر الحلو: إن القناة خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري حققت إيرادات بلغت جملتها 4 مليارات و506 ملايين دولار، نتيجة عبور 14 ألفًا و469 سفينة بحمولات بلغت 777 مليونًا و283 ألف طن. سؤالي: "إعلامنا الحلو" أمام هذا الخبر لماذا يعمل "أذنًا من طين وأخرى من عجين"؟؟ دمتم بحب [email protected]