تعتبر مشكلتا المرور ودعم السلع صداعا في رأس الحكومة المصرية, وتتفاقم المشكلتان عاما بعد عام. والسبب الرئيسي لتفاقم مشكلة المرور (70 في المائة )هو بناء العمارات العالية والناطحات في وسط القاهرةوعلى شاطئ النيل. وتلك المباني الشاهقة تذهب إليها السيارات لتخليص مصالحها وتخرج منها السيارات للذهاب إلى أماكن أخرى. وتخطيط مدينة القاهرة تم منذ أكثر من ألف عام عندما كانت الدواب هي الأساس في التنقل, مثلها مثل مدن أوربا, باريس ولندن وروما وفرانكفورت وغيرها. وقد اكتشف مخططو المدن منذ استعمال السيارات في التنقل, أن شوارع المدن القديمة لا تتحمل حركة السير بالسيارات, وكان القرار أن لايبنى مبنى أطول من 6 أدوار, وإلا سيحدث ازدحام, في الطرق. ولذلك لن تجد أي مبنى في باريس أكثر من 6 أدوار فيما عدا عدد قليل من الفنادق لا تزيد عن 11 دور. وكان تخطيط مدينة القاهرة مماثلا للمدن الأوربية, وكان يوجد قانون لكل منطقة بالقاهرة. وللاسف نتيجة للفساد الإداري الذي تفشى في دواوين الحكومة, إن انهارت كل القوانين أمام الرشوة والمحسوبية. وأكثر مثل صارخ هو منطقة الدقي والمهندسين وحي مدينة نصر والتي أصبحت غابات من المباني العالية, وتفاقمت زحمة المرور في مدينة القاهرة. وأصبح لزاما الآن أن نبحث عن حلول لمشكلة المرور خارج نطاق الحلول التقليدية والتي لن تجدي نفعا لأنها مسكنات فقط. وبعد أن كان متوسط سرعة سير السيارات 17 كيلومتر في الساعة داخل القاهرة, أصبح الآن لا يزيد عن 5 كيلومتر في الساعة. والحل المقترح يكمن في تقليل عدد السيارات من طرق القاهرة كما قامت بلدية مدينة نيويورك, وذلك بالغلاء الفاحش لانتظار السيارات فيها. فاعتمد المواطنون على وسائل النقل الجماعي من مترو تحت الأرض أو أتوبيس فوق الأرض. والحل المقترح أن يتم رفع الدعم عن البنزين فقط بكل أنواعه ويظل دعم السولار والبوتاجاز لمنع حدوث ثورة شعبية. نظرا لغلاء البنزين في السوق العالمي إلى حوالي 7 جنيه للتر فإن من يستطيع تحمل سعر البنزين المستعمل لن يزيد عن نصف أصحاب السيارات الحالية. وسوف بالطبع يزيد استعمال الميكروباص والمترو تحت الأرض. ولكن مايقوم بنقله الميكروباص هو 14 مواطن بعكس السيارة التي تنقل واحد فقط, ومساحة الميكروباص لن تزيد عن مرة ونصف السيارة الخاصة. وبذلك يختفي مايزيد عن ثلث السيارات من الطرق في المدينة. ويمكن زيادة التقاطر في مترو الأنفاق إلى مترو كل دقيقتين كما يحدث في معظم مدن العالم بدلا من كل 5 دقائق. ويجب زيادة تعرفة التاكسي إلى ثلاث أضعاف التعريفة الحالية للذي يستعمل البنزين أما من يستعمل الغاز الطبيعي فيظل كما هو وذلك لتشجيع أصحاب التاكسيات لاستعمال الغاز. ولأن سرعة السيارات في الطرق ستكون عالية, فسوف يقل استهلاك البنزين إلى حوالي النصف على صاحب السيارة. وستتجه معظم السيارات إلى الغاز الطبيعي لرخص سعره. وللأسف أن 1 في المائة فقط من السيارات يستعمل الغاز الطبيعي بدلا من السولار والبنزين. ويمكن بقرار إلغاء الدعم عن البنزين وبيعه بالأسعار العالمية, توفير أكثر من 40 مليار جنيه تنفق على دعم البنزين وتحقيق سيولة المرور في الطرق. د. مدحت خفاجي twitter@dmedhatkhafagy www.facebook.com/dr.khafagy www.medhatkhafagy.com مرشح المستقبل للرئاسة أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]