لقد أثار موقف الإخوان من انتخابات الرئاسة كوامن النفوس, فالكارهون للإخوان الناقدين لمواقفهم على الدوام انتهزوا الفرصة وكالوا الاتهامات دون منح الاخوان حق اختيار موقف يعبر عن رؤيتهم فى اللحظة الراهنة ! ومن أراد أن يخفى عجزه عن اتخاذ موقف قوى يكشف عن حجمه الحقيقى شكك فى قرارهم واعتبره ضمن صفقة ومسيرة الإخوان عند هؤلاء دائما صفقات رغم مايدفعه الإخوان متفردين من ثمن باهظ إزاء مواقفهم فهم وحدهم ضيوف دائمين على السجون والمعتقلات وهم وحدهم الذين تنتهك حرمات بيوتهم وتسلب ممتلكاتهم ويحرمون من حقوقهم رغم كل الصفقات التى يدعيها هؤلاء المساكين!! فى المقابل وجدنا بعض المنصفين مثل حسين عبد الرازق الذى صرح بأن الإخوان تعاملوا بمرونة شديدة مع الحدث وراعوا خصوصيتهم,بينما ذكر د عمرو الشوبكى بأن موقف الإخوان رافض للنظام دون استفزازه بعدم ذكر اسم مرشحه واعتبر أن المشاركة هى الوسيلة الوحيدة لاستعادة حيوية الشارع المصرى,وأكد د ضياء رشوان أن بيان الإخوان شكل ملائم لوضعهم الحالى فقد رفضوا تأييد مبارك بتصريحات المرشد وإن لم يذكروا اسمه فى البيان الرسمى حتى السيد ضياء الدين داوود الذى أعلن حزبه مقاطعة الانتخابات صرح بأن موقف الإخوان سليم ومنطقى وهو موقف حساس جدا فهم يعملون بالسياسة دون حزب ينضوون تحت لوائه لذا ووفقا لمعطيات الواقع فموقفهم مبرر وكان الرافضون لهم تصريحات قاسية لاتناسب قيمتهم لدى الإخوان أو على الأقل بعضهم مثل د عبد الحليم قنديل بينما كان أخفهم وطأة جورج اسحاق الذى صرح تعليقا على موقف الإخوان بأن المشاركة فى الانتخابات تمنح النظام شرعية وهو أمر لا أظن أن الإخوان قد جهلوه وهناك من أكد على الصفقة وأعلن أن الإخوان سيمنحون أصواتهم لنعمان جمعة مثل محمد السيد سعيد وادعت جريدة المصرى اليوم أن هناك صفقة لمنح الإخوان صوتهم لأيمن نور !! وهكذا تعددت الآراء والمواقف بعد صدور البيان الذى مثل رأى الأغلبية داخل صف الإخوان وكنت ممن طالبوا بالمقاطعة ولكن لن تحرم جماعة مازالت تقدم لدينها ووطنها بركة الشورى وتوفيق الجماعة, ذلك هو الموقف الجاد المطلوب من الإخوان بينما القضية المطروحة هزل !! مسرحية تم تأليفها وطبخها بمعرفة الحرس القديم ورضا الحرس الجديد الذى لايختلف الا فى الشكل فقط!! ولقد لخص د عمرو الشوبكى الموقف فى جملة لطيفة وهى أن الإخوان أختاروا المقاطعة الايجابية والمشاركة السلبية! أما القضية الهزل التى تأخذ من الوطن جزءا أكبر مما تستحق من وقته وثرواته فهى الانتخابات الرئاسية والتى لا أجد إلا بعض الملاحظات أذكرها سريعا: فى ظل الترويج لبرنامج مرشح الحزب الوطنى الذى أعلن اهتمامه بالتعليم والاستثمار فقد تم هدم مدرسة الجزيرة بالعجمى على رؤوس أصحابها وطلابها وأهاليهم فتحطمت فى هجمة تتارية إجرامية لثأر شخصى وكذلك تم تحطيم توكيل مكة كولا بالمنيا بكل ما فيه من صناديق زجاج وكرامة مواطنين أصحاب استثمار أيضا بثأر شخصى وغل أمنى لايرجى معه صلاح أو إصلاح بتهمة أن أصحاب المدرسة والتوكيل ينتمون ويتعاطفون مع الإخوان المسلمين!!! من إذن يصدق مرشح الأمن والحزب الوطنى ؟ من يعيد الحقوق ؟ ومن يدفع ثمن ما تحطم ؟ طبعا الإجابة بسؤال آخر من أعاد حقوق الإخوان طوال الخمسين عاما الماضية ؟!!! أين هى نتائج الكشف الطبى واقرارات الذمة المالية للمرشحين أم أنه لأجل المر ينسقى المرير ؟!! معظم مؤتمرات مرشح الحزب الوطنى تمت فى الصحراء أو بالقرب منها لماذا؟ ولماذا يتم احضار الناخبين والجمهور لمرشح الحزب الوطنى ولايذهب هو إليهم ؟ طبعا معلوم الإجابة التى يدفع ثمن هذه الزيارات هو الشعب المحصور ولأن تأمين لقاءات الصحراء أسهل وأيسر من تأمينها فى المدن المزدحمة والتى قد تستلزم تشريد أهلها لاتمام الزيارة!! وهو مايؤكد انفصال مرشح الرئاسة السيد الرئيس عن الشعب ليس اليوم فقط ولكن منذ أكثر من ثلاثين عاما!! أعجب ما فى حملة مرشح الوطني هو اصرار مسئولى حملته وموافقته فى ظهوره الدائم ومن خلفه بنات مصر المحجبات الذى طاردهم فى مبنى التلفزيون بل وتسبب فى عهده وتحت إشراف من هم ليس فوق مستوى الشبهات فى انتشار الميوعة والانحلال بين شباب مصر وانتشرت الملاهى الليلية وصار للخمور والقمار ضرائب تحصلها حكومته فأفسدت علينا لقمة العيش الحلال !!وصار فى عهد نظام حكمه تلفاز الريادة فى المجون وكانت النتائج كارثة يسأل عنها أساتذة الاجتماع والسياسة والاقتصاد فزاد معدل الزنا فى المجتمع المصرى المحافظ وارتفعت نسب الزواج العرفى بين الطلاب!!حتى سمعنا عن زنا المحارم ولاحول ولاقوة الابالله رغم تدين المجتمع المصرى ,لقد ظلت الحكومة تدفع فى اتجاه زيادة جرعة الفجور فى كل مكان وبكل وسيلة فى الوقت الذى تحاصر فيه التدين والتمسك بالأخلاق وتطارد أصحابه أيضا فى كل مكان وبكل وسيلة و لكن خيبها الله فى مسعاها فقد وفق الله من تصدى لهذه الهجمة وقاوم اتجاهات النظام لاشغال الشباب بنفسه فى عمل مفقود وشهوة حاضرة مستعرة تجعل الجميع مشغولا بنفسه ليتفرد أهل الحكم بنهب مصر واسترقاق أهلها ..... وبعد هذا كله تظهر المحجبات خلف مرشح الوطني كأحسن خلفية تعبر عن احترام النظام لمشاعر شعبه الذى أهدرها طوال 24 سنة !! لقد أدركت أن هؤلاء لايريدون اصلاحا بل يتملقون الشعب ليستمر مسلسل النهب والاذلال لهذا الشعب الصابر,ولو فكروا قليلا فيما أرادوا تحقيقه من وجود الحجاب خلف مرشحهم لأدركوا أن هذا اعلان لانتصار المقاومين لافسادهم وتأكيد بأن الله لايصلح عمل المفسدين وأن الله غالب على أمره ولو كره الظالمون وأن مكانة الحجاب والتدين فى المجتمع المصرى ستبقى فى المقدمة كى تتأكد صحة تقرير مجلس الشعب الذى لم يستطع هو الآخر أن ينكر "أن الدين مكون رئيسى من مكونات الشخصية المصرية" ونصيحتى لهؤلاء ألا تصادموا نواميس الكون فهى غلابة والله متم نوره ولو كره الظالمون فى الداخل والخارج