ظهرت بوادر خلاف بين الجمعية الوطنية للتغيير وجماعة الإخوان المحظورة, حول الموقف من الانتخابات, علي خلفية إصدار الجمعية قرارا مشتركا مع الدكتور محمد البرادعي بدون التشاور مع الجماعة حيث أعلنت فيه مقاطعة الانتخابات لانعدام أية ضمانات حقيقية تمنع تزويرها, ولمنع إضفاء شرعية زائفة علي تزوير إرادة الشعب المصري. وعزز من هذا الخلاف أن البيان استبق اجتماع الجمعية العمومية لحزب الوفد المرتقب يوم الجمعة المقبل للتصويت علي المشاركة في الانتخابات, وهو الاجتماع الذي ربطت الجماعة إعلان موقفها من الانتخابات بنتائجه علي الرغم من أن الأخيرة وأحزاب المعارضة الرئيسية( الوفد والتجمع والناصري) تكثف استعداداتها للانتخابات, وسط شكوك متبادلة في النوايا الحقيقية تجاه مطالب الاصلاح السياسي تعززها سوابق تاريخية مريرة واتهامات مكتومة بعقد صفقات مع الحزب الوطني. وأسهم في دعم هذا الخلاف أن قرار الجمعية جاء بعد ساعات من اجتماع ضم قيادات الجمعية في غياب ممثل الإخوان, وهو ما أثار علامات استفهام حول موقف الجمعية في حال قررت جماعة الإخوان المشاركة في الانتخابات. لكن الدكتور حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية دافع عن قرار الجمعية بقوله إن الإخوان يعلمون أن هذا القرار قديم ويعبر عن موقف الجمعية المبدئي بعدم خوض الانتخابات بدون ضمانات وبسؤاله عن موقف الجمعية في حال قرر الإخوان المشاركة في الانتخابات, أجاب نافعة الذي تحدث ل الأهرام لا نريد استباق الأحداث, سوف ندرس وقتها الموقف, قد لا نوافق عليه, لكننا لن نتهم أحدا بالعمالة أو الخيانة, مستدركا بقوله إن خوض الانتخابات بدون ضمانات يعد مشاركة في التزوير. ورغم أن نافعة أشار إلي أن مشاركة جماعة الإخوان في الانتخابات هي الأرجح, إلا أنه عاد وأكد أن الجماعة أبلغته بوضوح أنها لم تتخذ قرارها بعد منتظرة موقف قوي المعارضة في هذا الشأن, لافتا إلي أن الجماعة ستلتزم بأي إجماع يصدر عن هذه القوي. وأرجع نافعة, انتظار الإخوان لموقف القوي الأخري, إلي مخاوف لديهم من أن يغرر بهم, مشيرا في السياق نفسه إلي بطء عملية اتخاذ القرار داخل الجماعة, بالنظر إلي صدوره من القاعدة إلي القمة. بدوره وصف جورج اسحاق مقرر لجنة العمل الجماهيري بالجمعية, المشاركة في الانتخابات بدون ضمانات, بأنها ضد الإرادة الوطنية, مشيرا إلي رأي مماثل للدكتور البرادعي اعتبر فيه هذه المشاركة خيانة للإرادة الوطنية, لكن جورج رفض في الوقت نفسه استخدام مصطلحات العمالة والخيانة. وأوضح جورج أن قرار مقاطعة الانتخابات, سيتصدر اجتماع الأمانة العامة للجمعية غدا. ورد الدكتور عصام العريان عضو مكتب الاشارد بجماعة الاخوان والمتحدث باسمها بقوله: ان الجمعية الوطنية كيان توافقي يتخذ قراراته بالتوافق دون أن يكون لها صفة إلزامية, مشيرا الي ان قرار الجمعية سيوضع في الاعتبار عند تحديد الجماعة لموقفها من الانتخابات. وفي وقت سابق, شن العريان, هجوما علي القوي التي تطالب الجماعة بمقاطعة الانتخابات أو اللجوء إلي العصيان المدني متهمها بمحاولة إبعاد الأخوان, وقال العريان الذي تحدث ل الأهرام لماذا يطلب من الجماعة وحدها المقاطعة, وكأنها هي من تضفي الشرعية علي الانتخابات, مع إن هذا غير صحيح. ودافع العريان عن موقف الجماعة من المشاركة في الانتخابات, بقوله لم تطرح أي من قوي المعارضة علي الرأي العام مشروعا حقيقيا ومقنعا, لتحقيق الإصلاح السياسي, يصلح لأن يكون بديلا عن المشاركة في الانتخابات باعتبارها مجالا لتحفيز الجماهير وتحضيرها للمشاركة الإيجابية في صناعة التغيير, منتقدا في الوقت نفسه الدعوة للعصيان المدني بقوله كيف يتأتي هذا العصيان, إذا لم تدع الجماهير للخروج والمشاركة في الانتخابات.