رغم قلق بعض المراقبين من تعالي أصوات المقاطعة في بداية المعركة الانتخابية، مما اضطر قيادات حزبية للرد عليها، إلا انه مع مرور الوقت والدخول في الأجواء الجادة للمعركة انحسرت هذه الدعوات السلبية، ولم يتبق سوي بعض أصوات النشاز التي تدعو لها من «التويتر»، بينما اتجهت كل القوي السياسية الشرعية منها والمحظورة إلي خوض المعركة لاقتناص مقاعد في البرلمان. القوي التي ما زالت فلول منها تغرد خارج السرب تركها أنصارها وأعلنوا خوض الانتخابات وأبرزهم النائب حمدين صباحي الذي ترشح في دائرة الحامول بكفر الشيخ رغم حديثه المستمر عن تزوير الانتخابات ودعاوي حزب الكرامة تحت التأسيس إلي المقاطعة. كما تراجع أغلب المطالبين بالمقاطعة في أحزاب الوفد والتجمع والناصري وأعلنوا الترشح علي قوائم أحزابهم في مقدمتهم رامي لكح والنائب علاء عبدالمنعم ومصطفي الجندي في الوفد وعدد آخر من قيادات حزب التجمع. ولم يتبق في معسكر المقاطعة سوي د.محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقا من خلال صفحته الشخصية علي موقع تويتر إضافة إلي قيادات ما يسمي بالجمعية الوطنية للتغيير. وعن موقف المقاطعة في حزب الوفد أوضح يس تاج الدين نائب رئيس حزب الوفد أن الاتجاه السائد في الحزب هو المشاركة، مؤكدا عدم وجود ما يسمي بتيار المقاطعة في الحزب خاصة بعد قرار الجمعية العمومية الذي جاء في صالح المشاركة، مشيرًا إلي أن من رفعوا راية المقاطعة وهو واحد منهم كانوا أول من شاركوا في الانتخابات ضمن قوائم الحزب المعلنة وأبرزهم رامي لكح وعلاء عبدالمنعم. وفسر موقف حزبه من المشاركة انطلاقا من شعور الوفديين بضرورة المشاركة الإيجابية في الانتخابات، مرجعا تهديد حزبه بالانسحاب من المعركة إلي ظهور مستجدات من شأنها تفريغ العملية الانتخابية من مضمونها. ونفي استجابة تيار المقاطعة بالحزب إلي الحركات السياسية المروجة لذلك معتبرا تباطؤ جماعة الإخوان في إعلانها الرسمي خوض الانتخابات انتظارا لموقف الوفد دليل تخوفهم من الاتهام بخرق قواعد المقاطعة وقال: «القرار انطلق من أجندتهم الخاصة والحفاظ علي مصالح الجماعة»! أما حزب التجمع الذي أثيرت داخله موجة جدل واسعة حول الانتخابات والمناقشات التي أجراها د.رفعت السعيد رئيس الحزب داخل القطاعات المختلفة في المحافظات بهدف استطلاع رأي القواعد في الأمر وعقد اجتماعات متتالية داخل الأمانة العامة للحزب التي تضم أبرز قياداته وجاء قرارها بضرورة المشاركة وبعدها تراجعت المحافظات التي أصرت مسبقا علي المقاطعة وأبرزها لجنة تجمع الجيزة ولجنة الغربية ولم يتخلف عن المشاركة في الانتخابات سوي أسيوط نتيجة المشاجرات حول المرشحين. من جانبه، قال سيد عبدالعال، الأمين العام للحزب: إن الضمانات الانتخابية لا تمنح من قبل أحد، بينما تستلزم معركة حقيقية لانتزاعها، فخوض الانتخابات لا يعني وجود ضمانات انتخابية لنزاهتها ونفي ما يتردد حول وجود أزمات وخلافات بالحزب علي خلفية خوض الانتخابات، مشيرًا إلي أن شعار «لا انتخابات بدون ضمانات» الذي رفعته جمعية التغير التي يرأسها البرادعي هو شعار خاص بلجنة تجمع الجيزة، إلا أن الجمعية نسبت هذا الشعار لها لمحاولة اختراق الحزب. وحول استمرار البرادعي في الدعوة للمقاطعة قال: لن ندخل في معركة مع من يقاطعنا بسبب مشاركتنا في الانتخابات والرد الوحيد هو تحفيز الناخبين علي المشاركة في التصويت لأن نزاهة الانتخابات تأتي بالمشاركة. بينما برر النائب سعد عبود نائب الكرامة تحت التأسيس موقفه وحمدين صباحي بخرق قرارات حزبهما حول قرار المقاطعة بأنهم خاضوا المعركة بعد إخلاء حزب الوفد وجماعة الإخوان دوائرهما في «الحامول وبيا» من المرشحين في ظل التنسيق القائم بينهم منذ فترة في حين ترك لهم الحزب قرار خوض الانتخابات مع أهالي دوائرهم، خاصة في ظل عدم وجود قرار جماعي بالمقاطعة.