اعتماد تنسيق الشهادة الاعددية.. تعليم السويس: 225 درجة الثانوى العام و195 للخاص    بالفيديو.. عصام شيحة: مصر من الدول الأوائل في وضع الميثاق العالمي لحقوق الإنسان    «النواب» يتلقى إخطاراً من الحكومة بسحب مشروع قانون تنظيم المراكز الطبية المتخصصة    انخفاض أسعار السلع الأساسية بأسيوط.. تراجع في الأرز والسكر والمكرونة    رئيس الرقابة المالية يوجه بسرعة صرف تعويضات ضحايا حادث الطريق الاقليمي    تقدير للدعم المصري ودعوة لزيارة مقديشيو.. رسالة رئيس الصومال للسيسي من العلمين    منهم ثنائي مصري محترف.. 4 صفقات على طاولة الأهلي في الميركاتو الصيفي    أستعدادًا لريال مدربد.. حكيمى يغيب عن تدريبات باريس سان جيرمان    وزير التعليم أمام "النواب": نظام البكالوريا المصرية يُشكل فرصة حقيقية لجميع أبنائنا الطلاب    ضبط 121.7 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    الداخلية تكشف تفاصيل فيديو قيام سائق ملاكى بالسماح لأطفال بالتعلق بالسيارة بالشرقية    بين الإلهام والاتهام.. مها الصغير تثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي    «ربنا كبير».. ياسين السقا يوجه رسالة دعم لوالده    «الجناح المصري» هوية حضارية ورسالة ثقافية متعددة الأبعاد بمعرض فنزويلا الدولي للكتاب    "السبكي": تشغيل التأمين الشامل بأسوان نقلة نوعية في الرعاية الصحية للمواطنين    وزيرة التضامن تلتقي رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر    اللجنة المشرفة على انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء تعلن الكشوف الأولية للمرشحين    قبول استقالة 8 أعضاء بمجلس النواب.. ما السبب؟    «فيفا» يعلن حكم مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان في نصف نهائي مونديال الأندية    زيارة ميدانية للطلاب ذوي الإعاقة ب 4 جامعات للعاصمة الإدارية الجديدة (صور)    استقرار أسعار الدواجن والبيض بأسواق المنوفية.. والفراخ البيضاء ب76 جنيهًا للكيلو    البنك المركزي: أرصدة الذهب بالاحتياطي الأجنبي تسجل 13.59 مليار دولار بنهاية يونيو 2025    تالجو ومكيف.. جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» الاثنين 7 يوليو 2025    القبض على 5 عاطلين بتهمة الاتجار فى المخدرات بالقاهرة    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    ضبط 3 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بأعمال الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار    تظهر خلال أيام.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025- 2026 (الصناعي والزراعي والتجاري والسياحي)    وزير البترول يتفقد بئر "بيجونا-2" في الدقهلية ضمن جهود تعزيز الإنتاج المحلي    محافظ بني سويف: رؤيتنا التنموية ترتكز على جودة الحياة والاقتصاد وتطوير الإدارة    الحكومة توافق على حصول الصيادلة على بدل سهر ونبوتيجات بقانون المهن الطبية    جمال عبدالحميد يتحدث عن علاقته ب فيفي عبده ونزوله أرض الملعب بطائرة خلال اعتزاله (تفاصيل)    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    «الغموض سر الجاذبية»: 4 أبراج تحب الغموض وتكره الوضوح المفرط ..هل برجك من بينهم؟    فات الميعاد الحلقة 18.. التحقيق مع أحمد مجدى بتهمة تهريب أدوية خام    الرئيس عون يسلم مبعوث واشنطن الرد اللبنانى على الورقة الأمريكية    إدوارد يعلن تعافيه من السرطان بعد عملية دقيقة ويروي لحظات الانهيار النفسي    متحدث الصحة يحذر من كثرة تناول المشروبات الغنية بالكافيين مع ارتفاع درجات الحرارة    وزارة الصحة تنشر 5 نصائح ذهبية لنوم صحي وهادئ (تعرف عليها)    بيراميدز يكشف حقيقة إبرام صفقات تبادلية مع الزمالك    جامعة حلوان تعلن الأوراق المطلوبة عند أداء اختبارات القدرات    جرافات الاحتلال تهدم منزلا من ثلاثة طوابق غرب رام الله    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    رئيس الوزراء يلتقي رئيس جمهورية الأوروجواي على هامش مشاركته في قمة بريكس بالبرازيل    مهاجم منتخب فلسطين السابق: وسام أبو علي يستحق أكثر من 8 ملايين دولار    الهلال يستعد لثورة تغييرات في قائمة الأجانب بقرار من إنزاجي    «المركزي» المصري يوجه البنوك لدعم العملاء المصدرين والتوافق بيئيًا مع المعايير الدولية    ماذا قدم محمد أوناجم في الدوري المصري قبل رحلته مع كهرباء الإسماعيلية؟    "قصص متفوتكش".. زوجة النني الثانية تثير الجدل.. وأسباب حبس إبراهيم سعيد    بريكس تطالب بإصلاح صندوق النقد وكسر احتكار إدارته الغربية    ماذا يناقش الرئيس السيسي ونظيره الصومالي في العلمين اليوم؟    إعلام عبري: ذباب مصري يغزو حيفا ويثير الذعر في الأحياء الراقية (تفاصيل)    أسعار اللحوم اليوم الإثنين 7 يوليو 2025 في أسواق الأقصر    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    المكتب الحكومي في غزة ينفي ضلوع «حماس» في الهجوم على موقع إغاثة    إدوارد يكشف فترة مرضه وينهار من البكاء: "أصبت بورم سرطاني وجلطة في القلب"    «لها حدود وضوابط».. أمين الفتوى: لا يجوز الوصية بكل المال إذا كان للموصي ورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شمولية الشريعة الإسلامية
نشر في المصريون يوم 07 - 11 - 2012

وقفتُ متهيِّبًا مذعنًا وأنا أرى «الشريعة الإسلامية» تشمل وتجاوب عن كل شىء وفى كل وقت، رغم ثبات نصوصها، غير أنها كما قلتُ مرارًا: مِن جنس الثابت المرن، فهى نصوصٌ ثابتة، لا تزيد ولا تنقص، غير أنها مرنة تتسع بقواعدها وإشاراتها الكُلِّية لتشمل وتحيط بكل ما كان وما سيكون، فهى شريعة محيطة عظيمة، ثم هى ثابتة مضطردة مستقرة، يأمن الناس معها وفى ظلِّها مِن التقلُّب والتغيُّر كما هو حال القوانين الوضعية.
وفى هذا يقول الطبرى: «فى تأويل قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، يقول تعالى ذِكْره: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) وهو القرآن، (وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) قال: وإِنَّا للقرآن لحافظون مِن أنْ يُزاد فيه باطلٌ؛ ما ليس منه، أو يُنْقَص منه ما هو منه؛ مِن أحكامه وحدوده وفرائضِه» [«تفسير الطبرى» (14/18)].
وهو مع هذا الحفظ والثبات والاستقرار، والحيلولة ضد أى تبديلٍ أو تغييرٍ، مُعْجِزٌ شاملٌ محيطٌ، يمكن لمن وفَّقه الله عز وجل، ورزقه الفهم؛ أنْ يستنبط منه أحكام الحوادث النازلة على مرِّ العصور واختلاف الحوادث بطريقٍ أو بآخر.. وهكذا الشريعة فى حقيقتها الكلية الشاملة لما لا حصر له من الجزئيات.
وفى هذا يقول الشاطبى: «الشريعة لم تنص على حكم كل جزئية على حدتها، وإنما أتت بأمور كلية وعبارات مطلقة تتناول أعدادًا لا تنحصر، ومع ذلك؛ فلكل معين خصوصية ليست فى غيره ولو فى نفس التعيين» [«الموافقات» (5/14)].
ويزيد ابن تيمية هذا الأمر تفصيلاً فيقول: «القرآن والحديث فيهما كلمات جامعة هى قواعد عامة وقضايا كلية تتناول كل ما دخل فيها، وكل ما دخل فيها فهو مذكور فى القرآن والحديث باسمه العام؛ وإلا فلا يمكن ذكر كل شىء باسمه الخاص؛ فإن الله بعث محمدًا صلى الله عليه وسلم إلى جميع الخلق وقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا)، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ)، وقال تعالى: (الَّذِى نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)، وقال: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، فاسم (الناس) و(العالمين) يدخل فيه العرب وغير العرب من الفرس والروم والهند والبربر، فلو قال قائل: إن محمدًا ما أُرسل إلى الترك والهند والبربر؛ لأن الله لم يذكرهم فى القرآن؛ كان جاهلاً؛ كما لو قال: إن الله لم يرسله إلى بنى تميم وبنى أسد وغطفان وغير ذلك من قبائل العرب فإن الله لم يذكر هذه القبائل بأسمائها الخاصة؛ وكما لو قال: إن الله لم يرسله إلى أبى جهل وعتبة وشيبة؛ وغيرهم من قريش؛ لأن الله لم يذكرهم بأسمائهم الخاصة فى القرآن» [«مجموع الفتاوى» (24/206 – 207)].. واستطرد ابن تيمية فى بيان أمثلة أخرى على هذه المسألة.
والمقصود أن عموم الشريعة يجعلها شاملة لكل مستجدات الأزمنة وأحداث الأمكنة، شمولاً يحقق سعادة البشر ورفاهيتهم.. وكل ما يستجد من وقائع وأحداث، لها أحكامها الخاصة بها فى الشريعة، دون إخلال بأحكام وقائع وأحداث أخرى، وما علينا سوى استفراغ الجهد فى استنباط الأحكام التفصيلية من أدلتها الكلية، والفقه فى حقيقته هو استفراغ الوسع لمعرفة الأحكام الشرعية التفصيلية عبر الاجتهاد فى أدلتها الكلية أو الإجمالية.. ولهذا أطال علماء أصول الفقه فى الكلام على الاجتهاد، وطرق الاستنباط من الكتاب والسنة، والترجيح بين الأدلة عند الاختلاف، للوصول لحكم المسائل التفصيلية.
ومرحلة الاستنباط هذه ليست فوضى، وإنما تخضع لشروط فى الدليل المستنبط منه، وأخرى فى المجتهد الذى سيستخرج الحكم من هذا الدليل، وقد بحث العلماء هذا كله فى أبواب شروط الاجتهاد وآداب المجتهد أو المفتى.. والمقصود: أولاً: إنه ما من شىء إلا وتشمله الشريعة بعموم قواعدها الكلية، مهما كان، وفى أى زمانٍ كان.
ثانيًا: ضرورة العودة لأهل العلم بالكتاب والسنة لمعرفة الأحكام التفصيلية أو الجزئية؛ لأنهم الأعلم والأقدر على استنباطها من أدلة الشريعة الكلية.
ثالثًا: عدم ارتباط الشريعة بزمنٍ أو مكان؛ بل هى شريعة عامة لكل الأزمنة، وجميع الأمكنة.
رابعًا: إن إحاطة الشريعة بوقائع لا تنحصر ليس مستغربًا؛ وإذا كانت قواعد القانون الوضعى البشرى تحيط بعشرات الوقائع الفردية فما بالكم بشريعة خالق الخلق جل وعلا؟.
خامسًا: خطأ حصر الشريعة فى بعض أبوابها كالحدود أو المعاملات الشخصية، لأنها بعمومها تشمل هذه الأبواب وغيرها.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.