التفسير بالرأي: هو ما يعتمد فيه المفسر في بيان المعني علي فهمه الخاص واستنباطه بالرأي المجرد. وليس منه الفهم الذي يتفق مع روح الشريعة. ويستند إلي نصوصها. فالرأي المجرد الذي لا شاهد له. يكون مراعاة للشطط في كتاب الله. ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة يدس مذهبه في كلام يروج علي كثير من الناس. كما صنع صاحب الكشاف في اعتزالياته. وإن كان بعضهم أخف من بعض. لذا فقد صنفوا تفاسير علي أصول مذهبهم. كتفسير عبدالرحمن بن كيسان الأصم. والجبائي. والزمخشري. حكم التفسير بالرأي: وتفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل: حرام لا يجوز تعاطيه. قال تعالي: "ولا تقف ما ليس لك به علم" وقال صلي الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار" وفي لفظ: "من قال في القرآن برأيه فأصاب. فقد أخطأ": ولهذا تحرج السلف عن تفسير ما لا علم لهم به. فقد أخرج أبوعبيد القاسم بن سلام: "أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه. سئل عن الأب في قوله تعالي "وفاكهة وأبا" فقال: أي سماء تظلني. وأي أرض تقلني. إذا قلت في كلام الله ما لا أعلم؟". قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وفي الجملة. من عدل عن مذاهب الصحابة والتابعين وتفسيرهم إلي ما يخالف ذلك كان مخطئاً. بل مبتدعاً. لأنهم كانوا أعلم بتفسيره ومعانيه. الإسرائيليات: اشتمل القرآن علي كثير مما جاء في التوراة والانجيل. ولاسيما ما يتعلق بقصص الأنبياء وأخبار الأمم. ولكن القصص القرآني يجمل القول مستهدفاً مواطن العبرة والعظمة. دون ذكر للتفاصيل الجزئية. ولما دخل أهل الكتاب في الإسلام. فقد حملوا معهم ثقافتهم الدينية من الأخبار والقصص الديني. تلك الأخبار التي تحدث بها أهل الكتاب هي التي يطلق عليها الاسرائيليات. ولم يأخذ الصحابة عن أهل الكتاب شيئاً في تفسير القرآن سوي القليل النادر. امتثالاً لقول النبي "لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم. وقالوا آمنا بالله وما أنزل إلينا.." أخرجه البخاري. تفسير الصوفية: إذا أريد بالتصوف: السلوك التعبدي المشروع الذي تصفو به النفس. فذلك أمر لا غبار عليه. ولكن التصوف أصبح فلسفة نظرية خاصة. لا صلة لها بالورع والتقوي والتقشف. ويعتبر ابن عربي زعيم التصوف الفلسفي النظري وهو يفسر الآيات القرآنية تفسيراً يتفق مع نظرياته الصوفية. غرائب التفسير: من الناس من له شغف بالأغراب في القول. وأن حاد عن الجادة وركب مسلكاً وعراً. ولهم عجائب في معاني آيات القرآن. نذكر من غرائبها: قول من قال في "الم": فالألف: ألف محمداً فبعثه نبياً. اللام: لامه الجاحدون وأنكروه. والميم: ميم الجاحدون المنكرون. من الموم.