حسناً فعل الرئيس محمد مرسى عندما دعا عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى المرشحين السابقين فى انتخابات الرئاسة للمناقشة والحوار حول أهم القضايا الهامة المطروحة على الساحة السياسية حالياً وفى مقدمتها تحقيق العدالة الاجتماعية والقصاص لأرواح الشهداء. ورغم أن مثل هذه الحوارات تأخرت لعدة أسابيع إلا أن المهم أنها تمت لتقريب وجهات نظر بين عدد من كبار الساسة ومؤسسة الرئاسة لتبادل الرؤى ووجهات النظر لعلها تؤدى فى النهاية إلى مزيد من التقارب وليس الصراعات, وإلى التعاون بعيداً عن استمرار ظاهرة تبادل الاتهامات. وانطلاقاً من ذلك أعيد طرح عدد من الأفكار التى سبق أن طرحتها على صفحات (المصريون) طوال الأسابيع الماضية ومن بينها تبنى الدعوة لتنظيم مليونية فى التحرير وميادين المحافظات تضم كل أطياف الشعب المصرى وقواه السياسية تحت عنوان (مليونية لم الشمل) وأيضاً الدعوة لعقد مؤتمر تحت رعاية الرئيس مرسى بعنوان (مؤتمر عام للمصالحة الوطنية). فى هذا السياق، أيضاً أكرر مطالبتى التى ذكرتها فى مقالى الأسبوع الماضى للأحزاب التى سبق أن قاطعت الحوار مع الرئيس مرسى بأن تتوقف عن قرارها بالمقاطعة وأن تشارك وتحاور وتكشف للرئيس ما خفى عنه عن واقع الناس ومعاناتهم اليومية.. وأن يتكلموا بكل جرأة وحرية وصراحة تامة لأن هذا هو الطريق الوحيد إذا أردنا تحقيق إصلاح حقيقى فى مصر. ياسادة.. نريد أن تكون هذه الحوارات بناءة وموضوعية بعيداً عن الشو الإعلامى والمصالح الشخصية والسياسية لأحزاب أو جماعات.. نريدها حوارات تعلى مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات السياسية والحزبية.. ونريد أن يخلع المشاركون فى هذه الحوارات عباءاتهم وانتماءاتهم السياسية أثناء الحوار. نريدها أن تكون حوارات وطنية مختلفة عما كان يفعله النظام السابق من حوارات مع المعارضة الديكورية تحت رعاية صفوت الشريف أمين عام الحزب الوطنى المنحل. نريد ألا تتحول هذه اللقاءات إلى مجرد (مكلمة) واستعراض عضلات بين المشاركين فيها ومحاولة كل طرف توجيه الاتهامات إلى الطرف الآخر. نريد أن تكون تلك الحوارات قائمة على تقديم حلول جديدة ومكتوبة فى خطوات محددة للمشاكل التى يعانى منها المواطنون فى مصر.. على أن يتم طرح تلك الرؤى للحوار المجتمعى على الأقل من خلال برامج التليفزيون والفضائيات والصحف القومية والمستقلة والحزبية. فى هذا الإطار أتساءل: هل نتعلم من دروس الماضى, ومن تجارب الحزب الوطنى الفاشلة التى أفقرت البلاد والعباد؟. وهل تكون لدينا رغبة جادة فى الإصلاح وبناء مصر بعيداً عن المزايدات والحسابات السياسية والتوازنات الانتخابية؟ وفى النهاية أقول: إن هذه الحوارات فرصة مهمة يجب أن تستغلها كل الأطراف لإثبات ولائها لمصر وحرصها على المصلحة العامة.. فهى فرصة للرئيس مرسى لكى يثبت للجميع وبالدليل القاطع أنه رئيس لكل المصريين وأن انتماءه لمصر وشعبها أقوى من انتمائه لجماعة الإخوان التى أوصلته لكرسى الرئاسة.. أما بالنسبة للشخصيات والقوى السياسية المشاركة فهى فرصة مواتية لها لكى تكشف للرأى العام أن لديها رؤى ووجهات نظر علمية وعملية وواقعية لمواجهة الأزمات التى تواجه الوطن والمواطنين.. وتؤكد للرأى العام أيضاً قدرتها على قيادة البلاد إذا ما استطاعت الوصول إلى سُدة الحكم فى يوم من الأيام.