تعاني التجمعات السكنية التي تحاصرها قوات الأمن بمنطقة جبل الحلال بوسط سيناء منذ عدة أسابيع من أوضاع إنسانية ومعيشية بالغة السوء حيث تمنع قوات الأمن دخول المياه والمواد الغذائية والمستلزمات الضرورية لسكان تلك التجمعات والذي يبلغ عدد سكانها عدة مئات وقد فرضت قوات الأمن حظراً للتجوال من الساعة الثامنة مساءاً إلى الساعة الثامنة صباحاً حيث تم منع دخول السيارات إلى منطقة جبل الحلال رغم أن تلك السيارات المملوكة لسكان المنطقة لا تحمل سوى أغذية ومؤن وهو الأمر الذي ينذر بكارثة إنسانية. من جهة أخرى قامت إدارة مرور شمال سيناء بسحب رخص سيارات وأتوبيسات الأجرة بالقوة ودون موافقة السائقين لاستخدامها في نقل الضباط والجنود إلى منطقة جبل الحلال دون حصول السائقين على أجر مقابل ذلك وقد تسبب هذا الأمر في حدوث أزمة وارتباك شديد في حركة المواصلات الداخلية داخل مدينة العريش وخاصة بين وسط المدينة وحي المساعيد. من جهة أخرى انتقد الكاشف محمد الكاشف عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني طريقة تعامل قوات الأمن مع أهالي منطقة وسط سيناء وأوضح في تصريح خاص " للمصريون " أنه يمكن حل مشكلة جبل الحلال من خلال التفاوض مع المحاصرين وتقديم وعد لهم بأن من يسلم نفسه وتفرج عنه النيابة لن يتم اعتقاله مرة أخرى مثلما حدث إبان أحداث قرية وادي العمرو حيث تم عقد لقاء جمع بين المحافظ ومدير الأمن السابق ووعدهم المحافظ أن من يقوم بتسليم نفسه ويقدم طعن في الحكم الغيابي الصادر ضده وتفرج عنه النيابة لن يتم اعتقاله مرة أخرى وطبقاً لذلك قام 82 شخص بتسليم أنفسهم وأفرجت عنهم النيابة وبقت المجموعة المحاصرة الآن في جبل الحلال. أما عادل راضي عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطني فقد انتقد أسلوب معالجة صحف العارضة والصحف المستقلة لأحداث سيناء واتهمها بمحاولة الإساءة لسمعة أبناء سيناء والإضرار بمصالح أهلها وقال راضي " للمصريون " أن الصحافة تبالغ في تصوير ما يحدث بالعريش بما يؤدي إلى الإضرار بمصالح التجار وبمن يرغب في العمل والاستثمار بها من خلال إظهار العريش وكأنها تعيش في ثكنة عسكرية بالمخالفة للحقيقة وأشار إلى أن هناك بعض الأقلام التي تحاول أن تزرع الخوف في قلوب الناس من المجيء إلى العريش للعمل والاصطياف وتكرس فكرة أن تبقى سيناء فارغة من السكان وانتقد راضي عددا من الصحف التي أظهرت سالم الشنوب المحاصر حالياً بمنطقة جبل الحلال بمظهر البطل الأسطوري الذي يقاوم قوات الأمن ويحمي أبناء سيناء.